|
دمشق
كانت العامل الأساسي في إفشال المؤامرة الكونية التي حيكت على بلادنا من قبل أمريكا وحلفائها وأدواتها من الرجعية العربية في المنطقة وقوضت أحلام الغطرسة الأردوغانية في إعادة أمجاد السلطنة العثمانية البائدة. وأشار الأمين القطري المساعد أمس خلال حضوره أعمال مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال بأن عمال سورية الوطنيين والشرفاء الذين وقوفوا مع جيشهم وواجهوا المؤامرة، ساهموا أيضاً في التصدي لهذه المؤامرة القذرة من خلال تمسكهم بخطوط الإنتاج وتأمين استمرار العملية الإنتاجية وتقديم مختلف الخدمات في مجالات الكهرباء والمياه والاتصالات والطرق والنقل وغيرها.. ولفت هلال إلى أن الطروحات التي تقدم بها ممثلو العمال في هذا المؤتمر تختلف كلياً عن تلك التي شهدتها المؤتمرات السابقة لجهة كونها تتماشى مع ظروف الحرب الكونية التي تشهدها البلاد منذ ما يقارب الخمس سنوات، مبيناً ضرورة التدقيق في المصطلحات التي تستخدم أحياناً من قبل البعض في التعبير عن واقع الظرف الحالي ، معتبراً أن كلمة «أزمة» لا تعبر عن واقع الحال وتداعيات المشهد العدواني الذي تتعرض له البلاد ، مؤكداً أن ما تعيشه سورية حالياً هي حرب لا مثيل لها على مستوى العالم في العصر الحديث ، حيث استخدمت فيها كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة وكل أساليب العهر الأخلاقي والعسكري والسياسي والإعلامي مبتعدة كلياً عن أي أخلاق إنسانية. حيث سعت أدوات الإرهاب والاجرام التي استخدمها مخططو ومبرمجو الحرب على سورية، إلى تدمير كل أشكال الحضارة والتاريخ ليمحوا أي أثر يدلل على تجذر هذا الشعب عبر التاريخ وأصالة الأرض السورية التي شهدت على مر العصور حضارات إنسانية راقية ما تزال آثارها تتحدث عنها حتى يومنا هذا. وجدد هلال تأكيده على ضرورة أن تتم الاستفادة من القوى العاملة وتوظيف قدراتها في دعم صمود وتضحيات وانتصارات الجيش العربي السوري من خلال فكرة الكتائب العمالية التي يقع عليها واجب حماية المنشآت والمعامل والمصانع. ودعا هلال القيادات النقابية إلى أخذ دورها الفعال في مختلف مواقع العمل في الدفاع عن حقوق العمال ومكتسباتهم وتذليل أي صعوبات قد تواجههم، مشدداً على أهمية الارتقاء بالعمل النقابي والإشارة إلى الخطأ ومواقع الفساد بوضوح وثقة، مؤكداً أن كل المطالب العمالية والطروحات ستلقى الرعاية والاهتمام من القيادة. من جانب آخر تحدث الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي عن الجانب الاقتصادي مبيناً أن الحكومة لا تألو جهداً في تأمين الأمور الأساسية للمواطنين وخاصة الرواتب والخدمات الأساسية، وإن كان هناك أخطاء وتقصير من قبل بعض المسؤولين فهذا لا يعني أن الجميع في مستوى واحد من الأداء والعمل، مشيراً إلى أن البلاد حالياً تعيش اقتصاد حرب والحكومة تسعى خلال هذه الظروف الصعبة إلى تدبير الأمور وتأمين متطلبات صمود الجيش العربي السوري واستمراره في مواجهة الإرهاب، وكذلك احتياجات الشعب وفق التطورات اليومية واللحظية أحياناً خاصة في ضوء الاعتداءات المستمرة للعصابات الإرهابية المسلحة على خطوط النفط والغاز والكهرباء، وغير ذلك من ممارسات عدوانية تستهدف من خلالها معيشة الشعب السوري بأكمله. واعتبر هلال أنه لولا دماء الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن الأرض والعرض والوطن لما استمر الصمود والنصر القريب القادم، مبيناً في هذا أن الحرب أصبحت خلف ظهورنا ويتضح ذلك من خلال الكثير من المعطيات التي تشهدها الوقائع الميدانية على الأرض والانتصارات الكبيرة التي تتحقق بفضل بسالة قواتنا المسلحة، إلى جانب ما تشهده الأوضاع الإقليمية والدولية من تحركات سياسية تنبئ بأن الجميع أدرك صوابية موقف سورية وضرورة العودة إلى دمشق للتحاور معها وتقديم التعاون للقضاء على الإرهاب، مؤكداً أن السوريين سوف يطهرون أرض سورية من رجس الإرهاب. بدوره جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال أشار في حديثه إلى كبر حجم المعاناة التي يواجهها العمال إلا أن ما يشد من الأزر والعزيمة هو حالة الصمود الأسطوري التي سطرها السوريون في مواجهة هذه الحرب العدوانية الظالمة المستمرة منذ قرابة الخمس سنوات، ودعا القادري إلى ضرورة زيادة شكل وحجم التعاون مع الاتحاد العام لنقابات العمال من قبل المعنيين في الحكومة لتذليل كافة الصعوبات والعقبات التي يواجهها العمال في منشآتهم ومواقع عملهم المختلفة بما يؤدي إلى تعزيز صمود الشعب السوري خاصة أن شريحة العمال هي الشريحة الأوسع في المجتمع وهي الحامل الأساسي والدافع لكل أشكال التنمية والتطوير والدفاع عن الوطن. وتركزت مداخلات الحضور على العديد من القضايا العمالية والمعيشية التي تهم المواطنين والعمال في آن معاً، حيث أكد المشاركون في مجلس الاتحاد ضرورة أن تنهض الحكومة بمسؤولياتها تجاه ما يواجهه المواطن من أزمات في المازوت والكهرباء والأسعار التي لم يعد لها أي حد تقف عنده وهي في ارتفاع مستمر، متسائلين في ذلك عن أسباب رفع أسعار الأدوية منذ أيام والتي لا يبدو لها مبرر واضح ! وأن تتخذ التدابير اللازمة بحق المقصرين والفاسدين في المؤسسات العامة، كما دعا المشاركون إلى الاهتمام بالزراعة ودعم المشروعات الصغيرة وذات القابلية للتنفيذ وتسوية أوضاع العمال غير المثبتين والذين يعملون تحت تسميات مختلفة «فاتورة، عقد سنوي، عقد ربعي ..» |
|