تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«المؤتمــر الثقــــافي السوري» يطلق نـــدواته الفـــكرية

ثقافة
الثلاثاء 18-12-2018
دائرة الثقافة

افتتح وزير الثقافة مؤتمر الثقافة السوري أمس بمكتبة الأسد وقد رأى في كلمة له أن بلادنا خاضت حرباً شرسة فُرضت علينا من أعداء الخارج وها هي السنة الثامنة من هذه الحرب تشرف على نهايتها متوجة بانتصار جيشنا وشعبنا ودولتنا على كل من خطط وما خُطط لضرب استقلالنا ووحدة أرضنا وإرثنا الحضاري الموغل في التاريخ.

‏‏

بدوره هامس زريق قال في كلمة المشاركين نجتمع اليوم ونحن مقبلون على استحقاقات كبيرة تفرض علينا في طور الخروج من الحرب تحديات كبيرة تخص بناء الإنسان قبل الحجر, وإعادة تصويب قيمنا المجتمعية وعلاقاتنا الإنسانية ورأسمالنا الاجتماعي وثقتنا بأنفسنا وببعضنا البعض وقدرتنا على النهوض بواقعنا نحو مجتمع أفضل.‏‏

محاور ندوات اليوم الأول‏‏

لأن الثقافة هي سبيلنا للارتقاءِ بإشعاعات حضارتنا، ولأنها روح وطننا ووجيب الحياةِ التي تهجَّأنا أبجديتها أيضاً، لأنها السلاح الذي نواجه به كل تفكير رجيم، لابدَّ من الاهتمام بها وجعلها من أولوياتِ ما نعيشه ولايمكن إضاءته إلا بالفعل والفكر العظيم.‏‏

إنه ما يجعل المسؤولية شاملة وأخلاقية، وعلى وزاراتنا ومؤسساتنا ومراكزنا الثقافية. مسؤولية النهوض الحقيقي بالثقافة التي تُنهض بدورها، بكل من كرسحتهُ الحرب العمياء والتكفيرية، وعبر الندوات والمعارض والمؤتمرات التي ترشدهُ إلى حيث «العقلانية ومجابهة الفكر الغيبي والفكر التكفيري، وإعادة قراءة التراث الفكري والأدبي من منظور عصري وعلمي».‏‏

في المحور الاول بين «نبيل نوفل» أهمية تصدي قادة الفكر للتكفير ، ولاسيما في وطننا السوري الذي تعرَّض لأبشع محاولات التكفير، وقد أكّد على أن نشأته المدعومة بالقوى الاستعمارية الغربية، والامبريالية الصهيونية، وخصائصه «الاستبدادية المتشدّدة والظلامية» تتطلّب مواجهته سياسياً وفكرياً وثقافياً، و»بتعزيز التربية والتعليم والذات الوطنية ووعي الفكر القومي والتمسك بالهوية، وإحياء روح المقاومة وثقافتها، ورفض فكرة الأمة والخلافة الإسلامية، إضافة إلى نشر استراتيجية علمانية ثقافية-عربية تقدِّس العقل والتفكير الخلاق والنقدي، وهي الثقافة العلمانية».‏‏

البحث الثاني في الجلسة التي انطلق فيها الكاتب الدكتور «نزار بريك هنيدي» من فكرة قيام كل القوى المعادية لشعبنا، باستخدام أفكارٍ ومفاهيم ظلامية تعيق نهضتنا وتراثنا. إنه ما اعتبره مشكلتنا وسببها، سيطرة الفكر الغيبي والنصوص المقدسة والنظرة الخرافية - غير السببية، وسواهم من معتقدات تحتاج إلى مجابهتها بالعقلانية. السلاح المهمُّ والفعال لمعالجة كل القضايا التي يطرحها الفكر الإنساني.»‏‏

مالك صقور بدا بحثه معرِّفاً التراث لغوياً واجتماعياً، وكمفهوم لايجوز تقديسه بل فهمه واستيعابه والاستفادة مما قدمه له الأسلاف من معارف وخبرات تجعل من الضرورة إعادة قراءته بدءاً من أسسه.‏‏

ناقش ذلك، الأستاذ «هامس زريق» متحدثاً عن أثر وسائل الاتصال الرقمية على الثقافة عموماً، وفي مجتمعات بات يرى بأنها باتت شبكية لا ثقافية.‏‏

ناقش هذا الأثر، لينتقل إلى مفهوم العصر الشبكي وخصائصه وسماته. أيضاً، أثره التكنولوجي-الرقمي على الثقافة وجميع أدواتها، وعن السبل التي تساعد الإنسان على تلقي ثقافة هذا العصر ومعالجتها. عن التأثر بها كأنماط ساهمت بشكلٍ كبير في إعادة تشكيل العلاقات والمشاهد الثقافية، وبين جميع فئات المجتمع «الخبراء، المؤسسات، المهنيين، الهواة، أفراد عاديين».‏‏

الأستاذ قاسم الشاغوري دعا لضرورة استثمارالمحتوى الرقمي ضمن شبكة المعلومات الدولية، مستعرضاً حال المحتوى الرقمي العربي عموماً، والمحتوى العربي الثقافي خصوصاً، حيث «ضعف المحتوى الناطق بالعربية، مقارنة باللغات غير العربية، أدى إلى ضعف في الحضور المعرفي العربي على الشبكة، وبالتالي الخروج من المنافسة الحضارية التي بدأت مع ثورة الاتصالات ولازالت تعيشها البشرية».‏‏

أما حسن م يوسف فقد خلص إلى القول إنه «مع تزايد وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت عملية انزياح في المشهد الثقافي العالمي، لمصلحة الصورة على حسابِ الكلمة المقروءة، وقد تسارع هذا الانزياح لدى الدول النامية التي لم تترسخ لدى مواطنيها عادة القراءة مع تزايد انتشار الهواتف الخليوية التي بات عددها في العالم أكثر من عدد سكان الأرض، ما نتج عنه تفتيت اللحظة الإنسانية وتراجع تأثير الكلمة المكتوبة وبروز ثقافة الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصحافة المواطن».‏‏

أخيراً نقول: مواضيعٌ ومحاور وطروحات عديدة تمَّ طرحها في المؤتمر لكن، يبقى السؤال: هل الدعوة جادة وتملك من مقومات العقل العلماني، ما يواجه ويرد كل تفكير غيبي وتكفيري إلى أساسه الرجيم؟.‏‏

هل من الصعب أن تتم هكذا مؤتمرات دون أن يُدعى إليها ولو بعض المهتمين كي لاتبقى القاعات تصفق لخلوها إلا من المشاركين وبعض بعض المهتمين والإعلاميين؟.‏‏

ننتظر أن نكون أفضل وبحضورٍ أوفر.. إنها حاجتنا وحقيقتنا وما يرتقي بإنسانيتنا وسوريتنا..‏‏

وبغض النظر عن كونه ندوات مكرورة , أم مؤتمرا كما أحب المنظمون أن يسموه , لابد من القول إنه يأتي بعد ندوات يوم الثقافة التي كان عدد المحاضرين فيها أكثر من الحضور , ولابد من العمل على إعادة النظر ودراسة جدوى مثل هذه الفعاليات المكرسة لحالات دائمة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية