|
صفحة أولى ، وكانت سورية تعرف أنهم ضالعون بالغو الظلم والعدوان، نبهتهم كثيرا، قرأت عليهم ما يحاك ويخطط، أبصرتهم بكل الخفايا، لكنهم كانوا أكثر عمهاً مما نظن. واليوم بعد كل ما جرى وكان، يعرفون أن القول الفصل ما كان ويبقى من بوابات دمشق التي تعلو لمن جاءها محباً مسالماً، ضيفاً، أخاً، لكنها تضيق حتى تصبح جدثاً لمن يريد بها سوءاً، وهذا ليس شعراً، ولا هو من باب الإنشاء إنما هي الحقيقة التي لابد أنهم يعرفونها، ومهما كابروا، فهم سيعودون إلى البوابة الدمشقية السورية، المشهد العالمي المعقد، بكل ما فيه من قراءات وخرائط، لايمكن له أن يبقى إلى ما لانهاية على هذه الحال، والعرب ليسوا بعد أن تاهوا دون سورية، ليس في هذا المشهد إلا بقايا كومبارس، يجري التخلي عنهم لأن البقرة الحلوب كادت أن تجف، وحان وقت الذبح الكلي، صحيح أنهم يذبحون كل ليلة، ولكنهم لايشعرون. دمشق قرعت جرس الإنذار كثيراً، وصلت حد الصراخ بهم : أن انتبهوا، لقد طمى الخطب، حان لكم أن تعودوا إلى طريق الصواب والقضية المركزية، فلن تمر ما سميت صفقة القرن، مهما كنتم، وسورية واحدة موحدة، قد يقسو الزمن حينا، ولكنها راسخة الجذور، تمد نحو المستقبل رؤاها، ومستقبلها قرره أبناؤها وتضحياتهم، ورسمته وقائع الميدان، والعالم يضبط إيقاعه على بوصلة دمشق، ربما تأخر الكثيرون، لكنهم في الطريق ودمشق تعرف كيف تعيد الصياغة، وكيف ترسم دروبا لابد أن تكون أكثر وضوحا، فالدم السوري الذي أعاد للعالم توازنه، لن يهدر، وثمة من يحرسه ويعرف كيف يبقى بهياً ندياً. |
|