|
فضائيات ينقلها لنا التلفاز مباشرة بحيث تصبح الإحاطة التي يقدمها البرنامج الثقافي كما نفترض شاملة إلى حد يرضي المتابع, فتغني سيرة صاحب القلم أو الريشة أو غيرها من الفنون بكثير من الرتوش الضرورية التي تتناولها تلك البرامج التي تتضمنها سلة الإرسال الفضائية العربية. لكن الرغبة التي ينتجها العمل الإبداعي بمعرفة مبدِعه بأن تنتقل معلومية الإبداع وشهرته إلى مجهولية المبدع ,فتظهر المختفي وراء حجاب العمل الإبداعي أي المبدِع والتي على هذه الرغبة تعول تلك البرامج في تقديم نفسها للمشاهد ,هل تتم باليسر المفترض أم تنالها عقبات ؟, تقول بعدها متمنيا لو بقي المبدِع طي المجهولية !!, ولم تفقده تلك البرامج الثقافية تلك المجهولية التي حمته من رغبة المشاهد بأن يتناص العمل الإبداعي مع مبدعه . المعلومية التي ينالها المبدع بعد تلك البرامج قد تكون قاصمة الظهر له والسبب يعود للابتسار الذي يصاحب تلك البرامج وغياب التعقيب الفعال من قبل المحاور الذي يكتفي بخطة خضراء لا تثير زوبعة بفنجان والانتقال السريع عبر المحاور والأهم غياب الدراسة الحقة لمنتوج المبدع من قبل المحاور وفريق عمله بحيث لا يؤبر النقاط الخلافية في حواره ويدفعها إلى حدود الكشف , فتكون الأسئلة عارضة ومقاطعة لشرح المبدع خوفا من اجتياز خطوط حمراء وعليه يظهر المبدع منفصلا عن نصه ورافضا أبوته وكأنه يدفع عن نفسه تهمة خرق المحظور والذي حدث لا يتعدى أن يكون فرضه سياق النص / العمل الإبداعي بالمجمل, فعند التحدث عن التابوهات التي خرقها المبدع في نصه ينقلب الأمر لتجده يتنصل مما قاله في نصه ولو على صعيد الفكر, فكيف على صعيد الممارسة والأغرب أن المحاور وإن أظهر جرأة في الطرح لكنه يبقى تحت خطة مسبقة ,فمن ناحية يفتق ومن ناحية يرتق وهمه أن يقيم المثل « لايموت الذئب من الجوع ولا يفنى الغنم» . السابق ذكره يحول البرامج الثقافية إلى برامج تشبه مثيلاتها التي توجه لكل العائلة وفي أي وقت من ساعات البث والأسوأ أنها تعتبر ضرورة برامجية للمحطة لاضرورة إبداعية تتسنمها المحطة التلفزيونية . وعليه تفقد المعلومية التي تسبغها تلك البرامج على شخص المبدع الضعف وتقدمه بصورة لا عمق لها , فتحوله لكركتر هزيل لا يرتقي لنصه , فيقع المتابع في حيص بيص وتراه إن كان من المتابعين المهتمين يضرب صفحا عن نتاج هذا المبدع هذا من ناحية، والناحية الأشد سلبية هي تحويل المبدع لنجم تنال شهرته السبق على قيمة إبداعه وهنا يقع السواد الأعظم من القراء في الخدعة التسوقية عندما يتم تظهير مبدع ما على أنه نابغة زمانه وعندما تضع نصه على محك النقد يسقط. نحتاج لبرامج ثقافية تعيد قاعدة الحوار السابقة» تكلم كي أراك « لمضمونها الحقيقي وخاصة أن المعاينة هي معاينة رؤية ورؤيا وهذا يجعلها أكثر تأثيرا إن استخدمت بالطريقة الحقة وتم إخراجها من مفهوم العرض» الشو» الذي غزا كل ما يقدمه التلفزيون . |
|