|
فضائيات فضائيات خدرت عقولكم هكذا يقولون واستباحت ذوقكم،وأسكنتكم فسيح جنونها وأطعمتكم من عسلها المغشوش... المثقف العربي ومن باب الحرص على المصلحة العامة ارتأى وهو يعتلي منصات البرامج الثقافية على المحطات التلفزيونية أن الفضائيات العربية عجزت عن تعريف الجمهور بقضاياه الثقافية وساهمت بانغلاقه وفوتت عليه فرص الانفتاح على الثقافات العالمية وسعت لهدم الحس الجمالي لديه ..وأربكت تعزيز الانتماء والهوية الثقافية في وجدانه.. المثقف العربي من هذه المنابر يحمل فضائياته المسؤولية كاملة عن تعثر البرامج الثقافية التي من المفروض جاءت لتعبر عن الواقع بتناولها لثقافتنا بسلبياتها وايجابياته وهي أيضا مسؤولة عن خلخلة الروابط بين الأجيال الثقافية، البرامج الثقافية حصل لها ما يشبه السكتة (التوعوية)وعصفت بها الانتكاسات من كل صوب،فهو أي المثقف العربي الآن في حل من مسؤولياته فقد حذر وأنذر وأعلن بكل جوارحه(اللهم أني بلغت )وجلس يستمع ويصغي ويشاهد (المحطات الهابطة)من باب(اعرف عدوك)مصرحين في السر والعلانية أن الفضائيات الرسمية البليدة والجافة أثرت في انخفاض نسبة المشاهدة لهذه البرامج لكنهم تجاهلوا أنهم كانوا دائما ضيوفا مزمنين،على تلك المحطات الرسمية وهم من ساهم في ذلك الجفاف وتلك البلادة! يافرعون من فرعنك.. فتيسر له تخريب الذوق والمزاج..ألا يتحمل علماء ومثقفو الأمة ترك هذا الأعور يتلاعب بالعقول عندما تخلوا عن دورهم بحجج منها،أن الحكومات والسلطات تحاربهم وتناكفهم وتمنعهم من قول الحق..؟! ألم يخضع الإعلاميون العاملون في الحقل الفضائي الثقافي لشروط ومصالح أصحاب المحطات، فصمتوا ونفذوا وشاركوا من مبدأ (حاكمك ظالمك)قائلين إننا لانملك مع أولياء نعمتنا لاحول ولاقوة ولا سلطة أمام سطوة النظام الإعلامي الجديد،الذي اخترقنا من الوريد إلى الوريد،عاملا على تفكيك البنى الثقافية العربية ليس فقط بما يقدمه من برامج تثير إعجاب المشاهد بعجائب البرامج الغربية التي تتمتع بجاذبية تصرفه عن متابعة برامجه الوطنية... للتاريخ نقول لهؤلاء الإعلاميين لقد تركتم لكسلكم وجشعكم ونواياكم الطريق ليحصل لنا ماحصل،ولن نقتنع بكل المبررات التي تعفيكم من المسؤولية كالعادة مبرراتكم هي صعوبة إنتاج برامج ثقافية لأسباب مالية ،ثانيا ضعف الكوادر البشرية العاملة في الحقل الثقافي ،...غياب خطط مدروسة لتطوير الواقع الثقافي والتي تبقى رهينة لأمزجة المديرين وقناعاتهم...قناعات تراعي التطور وذوق المشاهد العربي المحتاج للترفيه بسبب أوضاعه المقلقة.. الحقيقة أن الجمهور العربي،نأى بنفسه عن ثقافته وبرامجه وتركها لمن كان بها خبيرا فهي بموضوعاتها ومضامينها الراهنة بعيدة كل البعد عن اهتماماته وتطلعاته فالمشتغلون بالحقل الإعلامي الثقافي يجدون أنه من الصعب –تعيين الحدود بين البرامج الثقافية أو العامة أو السياسية وكثيراً من البرامج تشترك في جوانب متداخلة قاسمها الثقافة فليس من السهل الفصل بين ما هو سياسي وما هو ثقافي- لهذا ومن باب سلامتك يالساني ويا عقلي دعوني نتحمل المسؤولية التي حملتموني إياها .وهي أننا نبشر بثقافة الخلاعة وننشر ثقافة الشعور بالنقص..فهذا أسهل .. أيسر..وأسلم!! |
|