|
صفحة اولى السلطان بدأ باستعراضات الخلع العلني للسباحة عكس التيار الأميركي في سورية.. ربما لجذب ترامب من جديد وخاصة أن أردوغان أدرك ولو بعد حين أن لغة التهديد والتصعيد تناسب أجواء البيت الأبيض.. وأن الرئيس الأميركي يعشق الإثارة في الملفات فيذهب إلى شفير الحرب ويعود الى ملذات المصالحات والتنازلات... ألم يحصل ذلك مع كوريا الشمالية وكذلك إيران؟!!... فما المانع إن أرعد وأزبد أردوغان؟.. القضية في سورية ليست نووية بل هي تغيير ديمغرافي وأوراق كردية يعتبرها رئيس النظام التركي رخيصة، ولم يكن يعتقد أن يضحي ترامب بكلب الصيد التركي... خائف هو أردوغان ولا يريد أن تبتل ذقنه في الجزيرة السورية، لذلك أكثرَ من الصياح قبل العملية وراح يصرح بأنه أخطر موسكو وواشنطن بالهجوم على قسد... لا تسألوا السلطان عن مراجعه السياسية حين يتعلق الأمر بالهاجس الكردي... (الفوبيا الكردية).. هو على استعداد أن يحفر المنطقة الآمنة بأسنانه ويخلخل فكيه الأميركي والأطلسي على أن يكون الختام في سورية جيران من (وحدات الحماية الكردية)... يتظلم الإخواني بعد نفاد الصبر.. ألا يكفيه أنه لم يحصل على شبر من التصريحات العريضة التي فردها في بداية الأزمة في سورية من الجامع الأموي حتى إدلب؟.. هل انتظر أن يقلب ترامب عليه سحر تفكيك الدولة التركية بالتعويذة الكردية التاريخية؟!! ضجيج كبير في رأس أنقرة، فالخسارات المتتالية تضغط السلطان العثماني على محك آستنة، وما أعطته موسكو ودمشق من مهلة حتى الجولة الرابعة عشرة في تشرين المقبل لتفكيك النصرة لا تكفيه لأن يربح ورقة المنطقة الآمنة.. لذلك صرخ «وجدتها»... أردوغان وجد التهديد وسيلة والمضي بعملية عدوانية في الجزيرة السورية حيلة ليس للدخول إلى مخادع الجنود الأميركيين في الجزيرة السورية، بل لافتتاح المزاد العلني على الأكراد أو على الأقل لتسوية.. ولكن ماذا إذا استجرته واشنطن للمصيدة.. وقالت لأوراقها اذهبوا وتقاتلوا وحدكم في الجزيرة السورية؟... قد يلوح سر استماتة ترامب لإدخال التحالف -كما في الجو- على الأرض كذلك في سورية.. قد يكون لمثل هذه اللحظات من الهيجان التركي أو لمثيلاته على جميع الجبهات. يريد فزاعة أوروبية تشاركه امتصاص الصدمات... هل لهذا السبب رفض الألمان؟.. لكن هناك أيضاً فرنسا وبريطانيا وجنود واشنطن العلنيون والمجهولون من داعش، بالإضافة إلى الأكراد، فكيف يوازي أردوغان بين عفرين والجزيرة السورية في المعركة؟... كل الاحتمالات مفتوحة على حماقة الاثنين الرئيس التركي ونظيره الأميركي، وربما توافقهما في لحظة سياسية شبيهة بتلك التي سبقت مشروع الإس 400 والشراء التركي للسلاح الروسي على عين التاجر الأميركي والأطلسي أيضاً... ترامب لا يريد حرباً فوق صندوق انتخابه.. وأردوغان لا يريد السلام مع الأكراد.. وفي المسافة بينهما كثير من اللعب على أوراق الجزيرة السورية والشمال السوري... قد ينزل ترامب أردوغان عن تصعيده من سلم نكص اتفاقات آستنة... أو قد يكون سلم المحرقة.. ولكن واشنطن ستحتفظ بورقة ما... وفي كلا الحالتين ستكون تعازي موسكو لترامب حارة بخسارة الرهان.. فالوقت يسابق ترامب في صندوق انتخابه.. والرصاصات الطائشة في الولايات المتحدة الأميركية تنقل تخوف الأميركي من العودة بالتوابيت من سورية إلى تخوفهم من فيضات تلك التوابيت في الداخل بفعل الذئاب المنفردة... لذلك... يحاول أردوغان إطلاق العيارات النارية في الهواء بالجزيرة السورية، فهو يقتنص اللحظات الأميركية ويلاعب الرئيس ترامب كما يلاعبه ذلك المجهول الذي عكّر أمان ولايتين أميركيتين وأنزل الدماء على أطراف صندوق اقتراعه.. عجزت السي آي إيه رغم تاريخها وسمعة واشنطن المستحدثة في مكافحة الارهاب وتشكيلاتها من التحالف وغيره... عجزت عن التقاط المجهولين في تكساس وإيداهو خلال ساعاتها الأولى... فهل يلتقط ترامب أردوغان في الجزيرة السورية؟... على كل الأحوال ننتظر التعازي.. فبعد كل المهاترات هناك جيش وطني واحد سيدخل كل المناطق السورية... تحية للجيش العربي السوري. |
|