|
كبسة زر انتصارها على المرض، وهي ترتدي ثوبها الأبيض، وقد فارقت وشاحها للمرة الأولى منذ إعلانها المرض.. كيف تحكمت في معاناتها؟ كيف تأقلمت.. وتألفت مع مرض مفاجئ؟ كيف واجهت محنتها.. من عزز مناعتها.. ومن قواها؟ وكيف اشتاقت الحياة لها؟ حتى قبل اللقاء حين كنا نرى الأوشحة الملونة تتناوب على رأسها.. نحاول التكهن.. ربما بفتح تلك الأبواب.. والتناوب على الطاولات.... منتقلة من عائلة شهيد.. إلى عائلة جريح.. محتفظة بآلامها، رامية إلينا آلاف العبر... منتبهة أننا معها نخوض لا معركتها فحسب، بل معركة الوطن.. حين سألتها المذيعة ليزا ديوب، عن دور السيد الرئيس «الزوج» وهل كان معها؟ قالت: «هو شريك العمر كله والسرطان كان رحلة من العمر، الأكيد أنه كان معي»... لم تكن الكلمات الأهم.. بل تلك اللحظةالعميقة، الخاطفة لإحساس روحي، لم يكن يحتاج لمحنة ليظهر لنا تعربشه الروحي. الأولاد الذين نضجوا.. الأهل.. السند.. والإقامة في البلد.. كلها علاجات روحية ساهمت في هزيمة المرض.... تابعنا اللقاء، ونحن نتسابق مع الأفكار.. ونفكر بها كقدوة ومثال حي على النجاة... وعلى مزج الخاص بالعام... وكيف توجهت لملايين السوريين للمرة الأولى عبر شاشتهم.. تبادلهم الثقة والاحترام.... كلما تذكرنا أشخاصاً تجاوزوا المحن، أو رمت بنا الحياة في مشقاتها.. سنفكر ونقتدي بما صنعت.. وسنتقن الاحتفاء بعودتها سالمة معافاة.. كما فعلت الورود البنفسجية.. منذ بداية اللقاء.. كأنها تعزف ايقاع الحياة، وتحيي سيدة احتفت بالمحن... مبعدة إياها إلى غير رجعة..! soadzz@yahoo.com |
|