تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«اوبينيون» الفرنسية: 2200 من جبهة النصرة يعالجون في المشافي الإسرائيلية

الصفحة الأولى
الأربعاء 8-6-2016
ترجمة دلال ابراهيم

أجرى مراسل صحيفة اوبينيون الفرنسية تقريراً له من منطقة الجولان السوري بعنوان التنسيق الغريب بين الجيش الإسرائيلي والجماعات المسلحة السورية تحدث فيه عبر مشاهداته عن تلقي جرحى المجموعات المسلحة العلاج في المستشفيات الإسرائيلية.

في المقال يستغرب كاتبه جان – دومينيك ميرشيه هذه الإنسانية التي تدعيها إسرائيل وقادت إلى إجراء هذا التنسيق الغريب بينهما, ويقول إن أكثر من 2200 مسلح سوري ينتمون إلى جبهة النصرة - أي تنظيم القاعدة – يخضعوا منذ ثلاثة أعوام للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية. وهذا ما يعترف به ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي الذي لا ينسى التباهي وامتداح الجهود الفعلية لبلاده في تقديم مساعدتها لهؤلاء المسلحين الذين يخوضون قتالاً مع الجيش السوري بالقرب من الحدود الجولانية.‏

يقول في التقرير إن هناك خمسة مشافي إسرائيلية تستقبل جرحى المسلحين، حيث الغالبية العظمى ممن يخضع للعلاج فيها هم أشخاص في سن القتال, وكلهم يعالجون من إصابات حربية. مثل حالة ذلك الشاب الممدد على السرير في مستشفى صفد, الذي ينتظر خروج الطبيب لكي يشعل لفافة التبغ ويقف ينفث منها أمام النافذة المطلة على بحيرة طبريا, المكان يألفه, فقد جاء سابقاً وتلقى العلاج خلال عام 2014 بعد إصابته بطلق ناري في ظهره. كحال المسلحين الثلاثة الذين يتقاسم معهم الغرفة في المستشفى, وطبعاً تراقبهم الشرطة العسكرية الإسرائيلية بشكل سري, ليس لديهم حق الخروج من المستشفى. وحال تماثلهم للشفاء تنقلهم سيارة عسكرية إلى الحدود مع بلادهم من ناحية هضبة الجولان, أي على بعد ثلاثين كم من مستشفى صفد, من نفس النقطة التي دخلوا منها إلى إسرائيل في مطلع شهر أيار.‏

وتدعي إسرائيل رسمياً أن الجرحى من المسلحين السوريين يصلون إلى معابر على الحدود ويستقبلهم الجيش الإسرائيلي بدوافع إنسانية, يحيط بها لغز كبير, ولكن يرفض الجانب الإسرائيلي تحديد مكان تلك المعابر, لأن ثمة أشياء يخفونها. وهذا هو الجزء الأساسي الغامض في القضية لأن تلك الحدود مغلقة كلياً ومراقبة بشدة, حيث يعلوها سياج بارتفاع خمسة أمتار وأجهزة استشعار عن بعد (فيديو , رادار, الخ ) من أجل الكشف عن أي تحركات مشبوهة, بالإضافة إلى خضوعها لمراقبة من قبل قوات حفظ النظام. وتقول الصحيفة في تقريرها إن الجرحى الذين يصلون يلقون عناية الأطباء الإسرائيليين الذين يعمدون إلى توزيعهم على المستشفيات في شمال إسرائيل, ويعترف ضابط إسرائيلي أن هناك حوالي خمسين مجموعة مسلحة ولكن أكبرها وأقواها هي جبهة النصرة أي القاعدة تسيطر على مساحات واسعة من المناطق الحدودية, ومن هنا يتم عبور جرحى المسلحين إلى الجولان للعلاج وهناك مجموعات أخرى صغيرة ضمن القرى ولكن جميعها مجموعات دينية وليس فيها أي مجموعة علمانية.‏

بينما يعترف طبيب إسرائيلي في مستشفى صفد بأن أولئك الذين يرسلون إلى المشافي الإسرائيلية من المسلحين تربطهم علاقات جيدة مع الجيش الإسرائيلي ويتلقون تعليماتهم منه, وتحاول إسرائيل أن تصورهم أنهم ممن يدعونهم الجيش الحر المدعوم من الغرب, أي بمعنى أنهم جماعات سلمية ولكن باعترافات الجرحى من المسلحين أكدوا أن بعض كتائبهم تنسق مع جبهة النصرة. ويشرح أحدهم السبيل للموافقة على العلاج في إسرائيل لتلقي العلاج, والتي تكون عن طريق إحدى الكتائب, والطريقة سهلة ومنظمة. وإن كانت تتم دون تدخل مباشر من فرع تنظيم القاعدة, ولكن لا بد من اتفاق ضمني معها. ويقول التقرير إنه ضرب من الخيال والفانتازيا أن يتخيل المرء أن مجموعة تكفيرية مسيطرة على شريط حدودي طويل لها مطلق الحرية في دخول وخروج مقاتليها الجرحى إلى أراضي الجولان دون أن يثير هذا أي قلق لدى إسرائيل .‏

ومن غير المستبعد أن الأميركيين المتواجدين في الأردن لدعم تلك المجموعات يلعبون دوراً في نقل هؤلاء الجرحى. وكل جريح يعود إلى سورية يرتدي بذلة إسرائيلية لا يظهر عليها أي كتابة عبرية. وهم ليسوا لاجئون يهمون بمغادرة البلاد. وعن طريق شبكات التواصل الاجتماعي بقي الكثير من الجرحى على تواصل مع الإسرائيليين الذين استقبلوهم. ويعلق أحد الضباط قائلاً: كانوا في البداية ينظرون إلينا كأعداء, ولكن الآن انقلبت الصورة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية