تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صيف ساخن وسياسة باردة...

نقش سياسي
الأربعاء 8-6-2016
أسعد عبود

غردت بعيداً توقعات السيد دي ميستورا بعقد جلسات حوار للسوريين خلال اسبوعين أو ثلاثة.. والموعد المتفائل اليوم أن تكون بعد رمضان الكريم، دون تحديد دقيق أوقريب من الدقة.. حفاظاً على التفاؤل.

في الوقت الذي يزداد فيه سخونة وطيس المعارك، تزداد عوامل الحوار تباطؤاً.. وتغرباً.. في الحقيقة... غربتها المتزايدة تأتي من ضعفها منذ ولادتها... حتى اليوم ما زالت همومهم على جبهة الغرب والدول الاقليمية التابعة والمعارضات السورية المتعاملة معه، عند حدود تشكيل الوفد!! هي العملية التي ربما تشهد سخونة تضاهي سخونة الميدان التي ما زالت تستقطب الاهتمام الحقيقي من الجميع بما يكفل للميدان أن يقول أنا سيد الكلمة.‏

صحيح أن فرص «الحسم» العسكري غير متوفرة في هذا الميدان، بما يعنيه الحسم من سرعة البت بمصير المعركة، لكن فرص النصر وتتابع الانتصارات قائمة. وبرأينا أن راياتها – حتى الآن – معقودة للجيش العربي السوري وحلفائه. وكلما زاد الخناق على داعش واقتربت من هزيمتها التاريخية التي نراها حتمية... فسيقترب الجيش السوري وحلفاؤه من النصر، ولا سيما أن صدق الغرب وعوده باعتباره جبهة النصرة فصيلاً إرهابياً.‏

مشكلة الاتجاه السياسي للحل هي في ارتباطه بتطورات الموقف الأميركي وجديته .. أوبالتنسيق الروسي الأميركي. روسيا تنادي بصوت مسموع أن هيا إلى التعاون والتنسيق .. ويأتيها الرد بصوت متمايع متثاءب متردد .. «نلا» أو«لعم».‏

هذا التثاؤب الأميركي سيستمر – برأينا – طويلاً. هوسيرة واسلوب معتمد كان الحديث عنه منذ كانت الأزمة ...«أميركا غير مستعجلة».. وقد كررها كثيرون بالتحليل والاستنتاج، واكدتها الولايات المتحدة بالعمل والأداء. عند كل خطوة للتقدم للأمام رأينا اليد الروسية تشد بكل السبل باليد الأميركية لإضافة جديد على هذا المسار السياسي. حتى إذ حل عام 2016 وهو عام الانتخابات الرئاسية الأميركية ... قالوا : ستعيش التوجهات السياسية الحوارية السورية حالة السبات الانتخابي الأميركي أي حتى مطلع عام 2017.‏

من ناحية المبدأ لا غبار على توقع تنشيط حالة الحوار السياسي حول سورية في الربع الأول وما يليه من العام القادم. لكن ... لا يتوقع أحد أن تأخذ الأمور حالة الانقلاب الكلي في المواقف .. بل ستستمر سياسة اوباما التي ساهمت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في رسم خطوطها الأولى من موقع وزارة الخارجية، لطالما نراها اكثر المرشحين اقتراباً من البيت الأبيض بعد ان حسمت المعركة للمبارزة بينها وبين المرشح الجمهوري الاشكالي ترامب، حيث يلاحظ ميل الشارع الأميركي لرفضه بنسبة تزيد عن قبوله.. ويتعاطف مع هذا الموقف حلفاء أميركا في الغرب ولن يؤثر شيئاً موقف حلفائها من الشرق وخصوصاً العربان.‏

التباطؤ والتردد وضبابية الرؤية حول العمل السياسي لحل الأزمة، سيزيد من سخونة الميدان العسكري الذي يبدوالساحة الأهم لتمسك سورية الدولة وجيشها وحلفائها ببذل المزيد من الجهد لدعم الجيش واستمرار الدولة....‏

مبارك لمجلس الشعب جلسته الافتتاحية ورئيسته الجديدة ومبارك لمئات آلاف التلاميذ امتحاناتهم.‏

هي الدولة..‏

As.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية