|
فضاءات ثقافية
وحول ما يكتب الآن عنه والدعوة لإعادة جوازه السوداني ومسألة علاجه، قال تاج الدين: إن «جواز والدي موجود, ولم يحدث أن سحب منه حتى في زمن جعفر النميري كما يشاع. ونحن كأسرة لم يتصل بنا أحد لأخذ رأينا أو استشارتنا فيما يخص محنة الوالد الصحية», وأكد أن «هنالك الكثير من الأشياء المفبركة والتي ربما تكون كلمات حق يراد بها باطل.. نحن أملنا كله في الله..أن تعود للوالد كامل صحته وعافيته». كما أشارت زوجته ورفيقة محنته إلى أهمية اطمئنان أصدقائه عنه فقالت: إن مجرد السؤال عن صحته يعجل بشفائه وإنه «سيعود لكم إن شاء الله وهو يقف على قدميه». وعن آراء بعض من المثقفين حول ما يعانيه الفيتوري أكد الشاعر عالم عباس أن محنة الفيتوري هي نموذج لمحنة المثقف العربي ككل حيث لم تلق الصدى الإعلامي والإنساني اللازم، على الرغم من دعوة عدد من المثقفين إلى مساعدته في محنته الصحية وإعادة الاعتبار له وتكريمه في بلده. كما أشار عباس إلى أن وجود الفيتوري الآن بالمغرب يعود إلى عدم اهتمام السودان به». الشاعر تاج السر الحسن (رفيق درب الفيتوري) قال: إن الفيتوري شاعر سوداني أصيل, ودوره في الشعر السوداني والحركة الثقافية الحديثة مهم وكبير, وفيه تتداخل الانتماءات السودانية والمصرية والليبية, وهو ضحية للصراعات السياسية التى تحيط بعالمنا العربي. ودعا الحسن الحكومة السودانية لإعادة جنسيته وجواز سفره, وللوقوف معه في محنته الصحية وللعمل على عودته للسودان. من جهته يرى الروائي والناقد عيسي الحلو أن الفيتوري يمثل حالياً قائد الكتابة الشعرية على مستوى الوطن العربي، لأنه يمتاز بموهبة كبيرة وفهم عميق للشعر على المستوى العربي والأفريقي والكوني، وقد استطاع -كما يقول- أن يعطي القصيدة العربية المعاصرة بعداً أفريقيا وكونياً في آن. بجانب أن له قدرة كبيرة على شحن المفردة الشعرية القديمة بمدلولات جديدة. الناقد محمد صادق أحمد يقول إن الفيتوري كان في الثالثة والعشرين حينما احتفت به الأوساط في المحيط العربي، وكرسته شاعراً ومغنياً أفريقياً بصدور ديوانه الأول مع مقدمة للراحل محمود أمين العالم. ويذهب صادق إلى أن ذاكرة الثقافة الأفريقية التي تعرضت للكثير من التشويه أبدعها الفيتوري شعراً عفوياً وبسيطاً، لكنه كان في أقصى حالات قوته وسلطته على المستوى الدلالي. ويؤكد صادق أن اتحاد الكتاب السودانيين الآن بصدد الإعداد لقيام مهرجان للفيتوري تقدم فيه فقرات موسيقية لأَغنياته ودراسات حول منجزه الشعري وكذلك قراءات من شعره وغير ذلك, لعل ذلك يكون بمثابة وفاء وعرفان لهذا الشاعر الذي هو جزء أصيل من ذاكرة الوطن. |
|