تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أغلى الصور الفوتوغرافية في العالم للفنان أندرياس غورسكي

فضاءات ثقافية
الثلاثاء 2-10-2012
يعتبر المصور الفوتوغرافي أندرياس غورسكي مغناطيساً يجتذب الجمهور إلى أعماله. وتتسابق دور العرض على تقديم ما تلتقطه عدسته. والآن يقيم معرضاً في دوسلدورف التي انطلق منها نحو العالمية، مقدماً أعمالاً فريدة وصوراً عالية الدقة.

منذ سنوات وأندرياس غورسكي يحظى بحضور عالمي مميز بما تلتقطه عدسته من صور، جعلته نجماً لامعاً في هذا النوع من الفنون. وبات المصور الأغلى في العالم، عارضاً إبداعاته في كبرى المعارض والمتاحف. وأعماله لايعرفها خبراء الفن فحسب، وإنما تجتذب، بشكل غير مألوف بالنسبة للمصورين عادة، عائلات بأكملها لزيارة المعارض.‏

ولد غورسكي عام 1955، في مدينة لايبزغ، لأب كان يعمل مصوراً للإعلانات التجارية. وبين عامي 1978 و1981 درس الاتصالات البصرية في جامعة أسن. ثم لدى بيرند بيشر، الأستاذ في أكاديمية الفنون في دوسلدورف، الذي كان حينها قد طور، مع زوجته هيلا، اتجاهاً خاصاً في التصوير. وغورسكي هو واحد من أوائل تلاميذ بيرند بيشر، الذين أصبحوا في تسعينات القرن الماضي مشهورين عالمياً.‏

بعد وقت قصير من إنهاء دراسته انطلقت مسيرته العالمية تلك. بدأ مع صور لحراس البوابات، ثم سرعان ما اتجه لالتقاط صور لفنون العمارة ومناظر المدن والمصانع ومراكز الترفيه، ولكنه أخذ أيضاً لقطات للطبيعة الصامتة، التي تزخر بها منطقة الراين. وفي وقت مبكر اختار غورسكي أسلوبه المعتمد على النظرة البعيدة، تلك النظرة الحيادية المنضبطة، وبدقة عالية مع معالجة رقمية للصور، مخالفاً بذلك أسلوب أستاذه في التصوير.‏

منذ البداية كانت أعماله مزيجاً بين التوثيق والخيال. أندرياس غورسكي يبدأ دائماً من الواقع، وغالباً ما يصور بكاميرا تقليدية (وليست رقمية) كبيرة الحجم، ولكنه يقوم بإعادة ضبط تلك الصور على جهاز الكمبيوتر، مجرياً بعض التدخلات الرقمية، فيكًبر بعض الأجزاء ويركب أجزاء أخرى مع بعضها، مسبباً بعض الاضطراب.‏

ويقول غورسكي: «تتكون صوري دائماً من جانبين. إذ يمكن قراءة أصغر التفاصيل فيها، عند النظر إليها من قرب. ومن بعيد تبدو عملاً إجمالياً ضخماً». تلك الأعمال الإجمالية الضخمة تجعل الناظر يقف دائماً أمام شيء جديد. فهي التقطت بدقة عميقة وفائقة ولكن من مسافة بعيدة، غالباً من الأعلى، وتظهر دائماً أشياء لم يكن باستطاعة الإنسان أن يراها بالشكل الذي تظهره تلك الصور.‏

الإجماع الشامل على جودة أعمال غورسكي مستمر منذ سنوات دون انقطاع، وهاهو يتكرر الآن مجدداً في عرض كبير في متحف قصر الفنون في مدينة دوسلدورف الألمانية، حيث تعرض أيضا صورة «مادونا 1». وسيستمر المعرض الذي بدأ في 23 أيلول حتى 13 كانون الثاني من عام 2013، ضامّاً بين أروقته 60 عملاً فنياً مختارة من أعمال غورسكي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية