تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأبجديـــــــات الأولـــــى... للتعليــــم ....

مجتمع
الإثنين 29-9-2014
فاطمة حسين

شعرت بالفخر وأنا اسمع التلاميذ تصدح حناجرهم بالنشيد العربي السوري حماة الديار عليكم سلام .من احدى المدارس في ريف دمشق.... فقد كادت بوصلة الوطن أن تضيع من يدنا في هذه الأزمة ...

وكاد طلابنا أن يتوهوا عن ذلك الطريق الوطني الذي بذلت فيه جهودا كبيرا تعاون فيها الجميع وكل المؤسسات التربوية وكوادرها على مدى عقود طويلة من الزمن في تعليم الأجيال وتهيئتها لصون الوطن وحمايته وهي تقوم بواجبها الوطني وعلى أكمل وجه الآن إلى جانب الجيش العربي السوري في حماية سورية في هذه الأزمة التي أتعبت السوريين بلا استثناء ....‏

أقول هذا الكلام عندما أخبرتني إحدى المديرات في بداية الأزمة أن المدرسة التي تديرها في إحدى المناطق الساخنة وهي مدرسة ابتدائية «أن طلابها لم يعودوا ينشدون النشيد العربي السوري،لأن الفكر الإرهابي فعل فعله الغبي والحاقد ومنع على الحناجر ان تطلق أقدس الكلمات والحناجر الوطنية. فتحية العلم الصباحية التي كنا ومازلنا وسنبقى نحيي فيها علمنا الوطني الرائع والتي كانت تقوم بإحيائها في ذات الوقت وفي نفس الموعد كل مدارس سورية ...تكاد أن تنسى عند البعض وفي بعض الأماكن نتيجة تلك الأزمة »... وتابعت قائلة:(نحاول شد الحزام الوطني في المدرسة في عمل تلك التحية ...ليست تحية العلم فقط بل التشديد أكثر على المناسبات الوطنية وعلى أقوال القائد الخالد حافظ الأسد ..والاهم غرس قيم الشهادة العليا وان الشهداء الذين ضحوا ومازالوا يبذلون دماءهم كل ذلك من اجل شموخ ورفعة الوطن ..وإحيائها في عقول طلابنا وتلامذتنا بكل قوة وإصرار .‏

لم تكن الأزمة قد اشتدت في تلك المنطقة والتي غدت بؤرة لتلك العصابات المسلحة فيما بعد ...وفي منطقة أخرى علق في بعض المدارس علم الانتداب المقيت ..وقد أصبحت مقرا للمسلحين والعصابات المسلحة ......والذين يحاولون في تلك المناطق قتل العلم والمعرفة وإغراق تلك المنطقة ليس بظلام الجهل والتخلف بل في بيئة يسيطر عليها الإجرام والقتل والفتاوى التكفيرية التي يخترعونها كل يوم ...وفق مصالحهم وأهوائهم الشيطانية ...وطبعا كان وقود تلك الفتاوى الناس الأبرياء...‏

وكان للأطفال مهمات أخرى يفعلونها كنقل السلاح والطعام وبعضهم يقوم بالقتل والقنص مثل ذلك الفتى في حلب الذي لم يتجاوز من العمر الرابعة عشرة فقد كان يتكلم عن أعداد الذين يقنصهم في اليوم الواحد بكل فخر واعتزاز ....‏

ورغم سوداوية المشهد التربوي في تلك المناطق إلا أنها لم تؤثر في مسيرة قطار العلم والمعرفة الذي لم يتوقف يوما منذ بداية الأزمة وكان المشهد التربوي بما فيه من الإرادة والتصميم على السير قدما في التحدي الذي يواجهه ما أعطى القاً ولمعاناً للحالة التربوية مع الاستمرارية والدوام رغم كل محاولتهم طمس العلم الذي شرعه الإسلام في الحديث الشريف (اطلبوا العلم ولوفي الصين )...(واطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ) ....‏

الأولوية ...للوطن...‏

ولكي لا يبتعد أو يتيه طلابنا وتلامذتنا عن الطريق الوطني ...ولكي لا تضيع البوصلة من يدنا مرة أخرى يجب علينا أن نتعاون جميعا الأسرة لأهميتها في تربية الأبناء تربية صالحة ...والمدرسة والوزارة في ترسيخ القيم والمبادئ النبيلة في نفوس طلابنا مع تعميق و تنمية الحس الوطني ....وتقوية فكرة الانتماء والهوية الوطنية التي نعتز فيها ..ونتمنى عودة مادة التربية العسكرية كمادة تدرس ضمن المنهاج المدرسي ...هي أولى الأبجديات التي يجب أن نعمل على ترسيخها وتقويتها في أبناء الوطن ونحن في أول يوم من افتتاح المدارس ...لخلق جيل واعي يكون أساسا داعما للمجتمع.... والوطن ...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية