تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإرهاب..جسر عبور لاحتلال المنطقة

عن : الغارديان
دراسات
الاثنين 29-9-2014
حسن حسن

منذ بداية« الربيع العربي» والبعض ينتبه وينبه ويشعر بأن في الأمر لعبة أكبر من حرية وديمقراطية وتغيير أنظمة.

منذ البداية ، هم أنفسهم مخططوا هذا المسار لفتوا الانتباه إلى هذا الربيع يشبه انفجارات 11 أيلول كي يتخذ ذريعة للعودة إلى المنطقة.‏

وكان ما كان وحصل ما هو متوقع ومدروس بدقة وعناية فائقتين ، وكرت السبحة دولة دولة وبلداً بلداً من تونس إلى سورية، وكانت سورية البلد العقدة الذي انحرف فيها المسار والسياق الزمني للمخطط عن ماهيته المسبقة، إذ بدأ نزع الأقنعة في هذه الحفلة التنكرية الكبرى بحق العرب وأديان المنطقة وتكشفت حقيقة هذا « الربيع» الذي لم تلبث أن انتهت سريعاً خلال أربع سنوات مضت وكان مقدراً لها أن تستمر بسلاسة أكثر لتشمل دولاً بعد سورية مثل العراق وإيران ثم روسيا ودول الشرق الآسيوي، خدمة لدولة الوعد المنتظر، من خلال استسلام سهل وانهيار باكر في جسم الدول، كما حصل في ليبيا وسواها.‏

لكن بداية التحول في رفض هذه السلاسة بدأ في مصر، ثم كان التحول الأكبر في سورية التي امتصت الصدمة الكبرى، فعلى أرضها جرى التحول في المخطط فظهر لدعاة« الربيع العربي» والمهللين له أن هناك جيشاً وشعباً قوياً رغم أسباب الأزمة الداخلية، وبدأت عملية الصبر والصمود والتصدي لهذا المخطط الشيطاني مدعومة بقوى كبرى/ روسيا- إيران- الصين../ رغم أن تدرج الفكرة من ثورة على الأنظمة إلى فكرة أسلمة« الربيع العربي» / ثورة شعبية - جيش حر- كتائب اسلامية- جبهة النصرة- ومن ثم داعش.. جرى هنا على الأرض السورية بسرعة كبيرة لأجل شرعنة وجودها لاحقاً في العراق/ وانتقلت فكرة« الربيع العربي» المدعومة بالقوة الناعمة إلى قوة صلبة محلية ومستوردة تستوطن بلاد الشام وتستخدم مخططاً صهيونياً شرساً وأسلحة مستوردة /« داعش» و« دولة الخلافة الإسلامية»/ ومنتقاة بعناية من الغرب الأميركي والشمال الأوروبي والجنوب الوهابي عبر البوابة« الإخوانية» التركية.‏

في الوقت نفسه أفلح الجيش العربي السوري في دحر هذه العصابات عن مراكز المدن الرئيسية والحيوية، لأن دورها المخطط له، أن تقضي على كيان الدولة السورية، ومن ثم تنضم إلى الكتلة الأكبر في العراق، لكن صمود الجيش العربي السوري والشعب السوري دفعها إلى اللجوء إلى العراق لتكون هناك أرض المعركة أو منطلقها، لمعنى آخر فروا من سورية في اتجاه العراق، فالعراق بخلفيته التي خاضت حروباً وتعرضت للاعتداءات الأميركية هو الأكثر تأهيلاً بعد سورية ليكون مركز إعلان« الخلافة الإسلامية» ومنذ لحظة الإعلان بدأت النوايا الخبيثة لمنظمي « الربيع العربي» تظهر جلية.. من تقسيم العراق إلى سرقة النفط ووضع اليد على المواقع النفطية المهمة في كلا البلدين سورية والعراق، ومن ثم دعوة كل من يطيب له الجهاد لإنهاك محور المقاومة إيران- سورية- حزب الله وبين قوسين روسيا المنشغلة بالوضع الأوكراني.‏

إن مخطط « داعش» ومزاعمها يدلنا على أنها ماولدت إلا لتكمل. لم ينتظروا ليكتمل المشهد، وشعرت« إسرائيل» وداعموها في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية وغالبية حكام الخليج بأن الأمور تتجه في غير مصلحتها ، لذلك كان ضرورياً أن يتقدم التوقيت وأن تعلن « داعش» عن مشروعها بعدما أخذت مواطئ قدم لها في الرقة والموصل وتهيئ لذلك في طرابلس لبنان وشمال سيناء.‏

على مفترق الطرق سنجد أنفسنا أمام سؤال يبحث عن إجابات : إلى أين المصير؟ فإما نحن ذاهبون إلى حرب طويلة مع الإرهاب ، تعتمد على مقدرات جيوش ومقاومات المنطقة/ العراق- سورية- لبنان بعد النجاح في تحييد مصر/ وهذه الحرب الطويلة سيكون الرابح فيها حتماً إرادة الشعوب الرافضة مخططاً تكفيرياً صهيونياً، ولكن سيرافق ذلك انهيار في بنى الدول وعملية بناء طويلة جداً ستجد نفسها« إسرائيل» في إجازة صيف طويلة تقضم فيها المتبقي من القضية الفلسطينية.‏

أو نحن ذاهبون إلى تحالف دولي علني ضد الإرهاب الدولي الحاصل تكلف به جيوش المنطقة، وفي مقدمها الجيش العربي السوري بالقضاء على الإرهاب الدولي، وفي ذلك دلالة على تراجع سيطرة اللوبي الصهيوني، لأنه كبد العالم الغبي خسائر كبيرة بذلك لابد من عودة سياسية عسكرية أممية بجهود جيوش المنطقة التي لم تنهزم.‏

أو تربح« داعش» ويحضر السيد الأميركي الصهيوني إلى المنطقة للتنظيف والاحتلال والتقسيم.. أو ننقض على رأس الأفعى « إسرائيل» وننهي العذابات الطويلة وبالتالي تقف الحرب أو تشتعل لمرة واحدة أخيرة..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية