تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تبرئة (الإخوان) من الإرهاب !!

البقعة الساخنة
الاثنين 29-9-2014
علي نصر الله

في زحمة الأحداث الجارية؛ وفي خضم الفوضى التي تثيرها الحرب الأميركية المزعومة ضد تنظيم داعش الإرهابي؛ يسعى السلطان الإخواني الواهم أردوغان لتبرئة جماعته من تهمة الإرهاب الملتصقة بها وبفكرها وممارساتها الإقصائية منذ زمن طويل؛

لا يهمه في الأمر سوى ذلك؛ ولا يجد مكسباً في القضاء على (داعش) إلا تحرير (الإخوان) وبقية الإرهابيين المرتبطين بهم من قبضة الإرهاب التي تشدّ قبضاتهم عليها منذ سيد قطب؛ بل ربما من قبل.‏‏

علناً يتحدث أردوغان هذه الأيام عن مراوغته أميركا وكل أذرع الإرهاب الخليجية الشريكة له في صنع الحركات التكفيرية وفي تمويلها وتدريبها واحتضانها وتهريبها إلى سورية والعراق، علناً يقول :إن موقفه من الحرب على (داعش) قد تغير بعد استعادة الأتراك المحتجزين من الموصل، لكنه لا يرى هدفاً لها سوى أنها ستقدم مجموعة مساحيق تجميلية للاخوان وعليهم (كجماعة وكتنظيم عالمي) أن يحسنوا استخدامها.‏‏

يعتقد أردوغان أن مسارات سياسية جديدة يجب فتحها أمام التنظيم العالمي للاخوان ليعيد تسويق تجربته الإسلاموية الإقصائية في الحكم على أنها التجربة الأكثر نجاحاً رغم سقوطها المدوي غير مرة وكان آخرها في مصر، ورغم الانغماس العلني للاخوان بالإرهاب؛ ورغم انتسابهم المباشر لنادي التآمر الدولي على شعوب المنطقة.‏‏

في المبدأ لا نستغرب الاستجابة الأميركية - الغربية - الصهيونية لرغبة أردوغان إذا حصلت، وقد يجد تحالف الشر الغربي الصهيوني في دعوة الاخواني الحالم فرصة جديدة ينبغي منحها للاخوان بعد تبرئتهم من الإرهاب الذي تمارسه (داعش) و(القاعدة) ومشتقاتهما على قاعدة أنه إذا كان ذلك سيتيح خلطاً آخر للأوراق من شأنه أن يسهل على الغرب وإسرائيل أداء مهمة تفتيت المنطقة وإعادة رسم خرائطها؛ فلماذا لا تُمنح لهذا التنظيم وهو أقدم حلفاء الغرب والصهيونية في المنطقة؟!.‏‏

اللعبة الأميركية - الصهيونية لم تنته بعد؛ والحليف العثماني التاريخي جاهز للعب أدوار لا تقل أهمية وقذارة عن كل ما قام به سابقاُ، غير أن الأصيل والوكيل في مشروع استهداف المنطقة يفوته - كما دائماً - أن أطرافاً أخرى أكثر أصالة في المنطقة ما زالت حاضرة بقوة؛ وما زالت قادرة على كسر وتحطيم كل معادلات الشر والتآمر، وهو بالضبط ما تقوم به اليوم سورية والعراق وشرفاء لبنان بالشراكة الكاملة مع روسيا وإيران وبقية أحرار ali.na_66@yahoo.com ">العالم.‏‏

ali.na_66@yahoo.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية