تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طموحات وأمنيات..؟

حديث الناس
الاثنين 29-9-2014
اسماعيل جرادات

بداية لابد من الاعتراف ان المواطن السوري ورغم كل ما يعانيه قادر بتاريخه وثقافته ومقدراته على اعادة توجيه المسار للخروج من تلك المعاناة وفق رؤيته الوطنية الخلاقة،

لكن هذه القدرة بحاجة الى محددات لتنفيذها، من اهمها تحسين واقعه المعيشي وتطوير وتعزيز الانتاج الوطني وتطبيق الاصلاح بشقيه الاداري والانتاجي، بالاضافة الى الاصلاح القضائي بكل ما يعنيه الاصلاح ومكافحة الفساد المالي واعادة الاعمار، من خلال خطط اسعافية ومتوسطة وطويلة الاجل.‏

هذه المحددات وغيرها تتطلب تحقيق جملة امور منها على سبيل المثال لا الحصر، استقرار الاسعار وضبطها في السوق وفق مبدأ تعزيز المنافسة ومنع الاحتكار، وتعزيز دور مؤسسات التدخل الايجابي وخاصة المؤسسة العامة الاستهلاكية ومؤسسة الخزن والتسويق وسندس، وتوفير السلع الغذائية وبأسعار قريبة من التكلفة وتوسيع انتشارها الجغرافي في المحافظات والمدن الرئيسية وتشجيع المنتجين المحليين على الانتاج وتخفيض تكاليف وصول المنتجات المحلية الى الاسواق.‏

فعندما تدرك الحكومة اهمية ما اشرنا اليه باعتقادنا تدرك اهمية مفهوم التنمية البشرية التي اكدت عليها، لان النهوض بالمستوى الاجتماعي للناس وتلبية حاجاتهم المتجددة واعتبار أن الانسان هو الاساس في عملية التنمية الشاملة عندها تستطيع الحكومة تجاوز الكثير من الصعوبات التي تواجهها، صحيح أن البيان الحكومي الذي قدم لمجلس الشعب الأسبوع الفائت تطرق لقضايا عديدة من ضمنها ما اشرنا اليه لكن ما يكتب على الورق شيء وما ينفذ شيء آخر، هكذا علمتنا تجربة السنوات الطويلة التي عشناها مع صاحبة الجلالة الصحافة لعل وعسى ان نكون مخطئين في تقييمنا.‏

بكل الاحوال ما نحتاج إليه اولاً وقبل كل شيء توافر النية الصادقة في العمل لدى الجميع انطلاقاً من كون الوطن والمواطن هما الهم الرئيسي في العمل بعيداً عن كل ما هو «شخصاني» وصولاً الى توفير كل متطلبات الحياة الكريمة لكل الناس الذين يرون في سورية الوطن الاجمل من كل أوطان الدنيا، وهذا يتطلب من الفريق الحكومي بذل المزيد من الجهد لتوفير كل متطلبات الحياة، ونعتقد ان هذه المسألة لن تتحقق إلا من خلال العمل بروح المسؤولية والفريق الواحد، كي لا تبقى طموحاتنا مجرد أمنيات..؟‏

asmaeel001@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية