|
بيروت الدكتور حمادة القادم الى الوزارة من الجامعة يتخذ مواقف بمنهجية واضحة ومن منطلق انتمائه الفكري قومياً ووطنياً. وفي هذه المقابلة معه كان الوزير حمادة واضحاً بما فيه الكفاية إذ وضع النقاط على الحروف بشأن مناشدة العمال السوريين ودعوتهم الى تنظيم علاقاتهم بوزارة العمل لتقديم كافة الضمانات لهم. وفيما يلي نص المقابلة: ˆ تاريخياً كان هناك عمالة سورية في لبنان ولبنانية في سورية, هل ثمة قوانين تنظم هاتين العمالتين في البلدين?. ˆ ˆ من المفترض أن يكون لدينا قوانين تنظم هذه العمالة, ولكن عندما يكبر حجمها وخاصة عندما يكون لها علاقة بطبيعة العمل وحاجة السوق, فيصبح تنظيم العمالة مسألة ضرورية, لأن القانون يتطور مع حاجة المجتمع وبالتالي هناك اتفاقيات ترعى هذا الموضوع ونحن في آخر زيارة لسورية في حكومة نجيب ميقاتي عقدنا لقاء موسعاً مع وزيرة العمل السورية واتفقنا على تنظيم هذه العمالة, ونحن الآن بصدد تطبيق هذا الاتفاق ووضعه موضع التنفيذ, وأعتقد أن هذا الاتفاق سينظم العمالة بين البلدين جيداً. وقد كان من أبرز المواضيع التي جرى البحث فيها هي أهمية وجود مراكز على الحدود من أجل منع العمالة في السوق السوداء التي تسبب الكثير من المشكلات للأخوة العمال, لذلك أرى من الأهمية بمكان أن يكون العامل مسجلاً لدى وزارة العمل لكي يتسنى لها الدفاع عن حقوقه في كافة الظروف, وهنا أناشد كافة العمال السوريين على الأراضي اللبنانية المبادرة والتسجيل لدى دوائر وزارة العمل منعاً لأي مشكلات وضياع أجرهم ومستحقاتهم. ˆ ما الأثر السياسي الذي تركته الأحداث الأخيرة في لبنان على العمالة السورية ولاسيما أن وزيرة العمل أفصحت عن أرقام لعمال قتلوا في لبنان في الفترة الأخيرة تأذوا وفقدوا. ˆ ˆ لا شك أنه مرت على لبنان أحداث مؤلمة, كذلك كانت فترة استثنائية في تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين, وقد أعلنا صراحة ادانتنا خلال تلك الفترة لكل ما تعرض له العامل السوري في لبنان من ايذاء, إذ إن العامل السوري ساهم في بناء لبنان واعماره وبالتالي فهو موضع ترحيب واحترام وهو بين أهله ولن نقبل بغير ذلك, هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن أي عامل سوري تعرض للاعتداء والأذى فمن حقه أن يطالب بحقوقه كاملة أمام القضاء اللبناني المختص. ˆ هل لديكم مشاريع جاهزة لمعالجة أزمة العمالة السورية في لبنان التي تسببت بها الأحداث وما موقفكم مما تطالب به سورية من حقوق وتعويضات لعمالها?. ˆ ˆ من المؤكد أننا نتعاطف مع كافة الأخوة العمال الذين أصابهم الأذى بسبب الأحداث المؤلمة, وبالتأكيد سندافع عن كل القضايا التي تتعلق بهم ونقف الى جانبهم. أما بالنسبة للحلول لهذه الأزمة والتي هي بالتأكيد سحابة صيف, فقد كان لنا لقاء مع وزيرة العمل السورية وسيكون لنا لقاء آخر قريباً جداً لمناقشة كافة القضايا المطروحة ووضع الحلول لها. ˆ عاد الرئيس فؤاد السنيورة مؤخراً من زيارة لسورية كانت ناجحة على حد وصفه لها كيف تقيمون رد فعل الحكومة اللبنانية تجاه الزيارة أولاً, ثم تجاه المواضيع التي تناولتها وفي مقدمتها مسألة العمالة السورية في لبنان? ˆ ˆ دعني أقل بصراحة ليس هناك طرف لبناني في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب إلا وهو مسرور جداً لنتائج الزيارة الايجابية والناجحة, وهذه الحقيقة أقولها نقلاً لواقع جلسة مجلس الوزراء التي أثنى فيها مجمل الوزراء على نتائج هذه الزيارة وأهمية العلاقة مع الشقيقة سورية, وهذا الموقف بتقديري ليس نابعاً على الاطلاق من ضغوط سورية أو غيرها, انه نابع عن رغبة حقيقية لدى البلدين والحكومتين لاعادة المياه الى مجاريها وأفضل مما كانت. ودعني أقل شيئاً آخر له دلالة كبيرة, إن رئيس الحكومة اللبنانية حرص على أن تكون أول زيارة له الى سورية, كما استعجل مجلس النواب جلسة الثقة حتى تكون هذه الزيارة, فأزمة الحدود التي أخذت أبعاداً يتدخل الاعلام المعادي والذي جعل منها قضية كبيرة وصورها على غير حقيقتها, لقد تحدثت الى العديد من وسائل الاعلام العربية والأجنبية, هم تحدثوا عن اقفال الحدود وكنت أؤكد وأجزم أن اقفال الحدود غير وارد على الاطلاق. ˆ هناك عمالة لبنانية في سورية تمارس حياتها وعملها بكل أمن وطمأنينة ولم يسجل أي حادث اعتداء أو انتقام منها على غرار ما جرى للعمال السوريين في لبنان, كيف تقارب هاتين الحالتين? ˆ ˆ ليس هذا الأمر مستغرباً, فسورية هي قلب العروبة هي الحضن الدافئ لكل العرب, فكيف بالشقيق الأقرب الى القلب وهو لبنان, فمن الطبيعي أن يشعر اللبناني الذي يعيش في سورية بالأمن والطمأنينة. ولكن ما شهدناه على الساحة اللبنانية وما حصل في ظروف استثنائية عشناها جميعاً كان شأناً عارضاً, وما حصل من اعتداءات فردية على الأخوة السوريين خلال هذه الفترة فهي لا تنم عن أخلاقيات شعبنا وهي بالطبع مدانة. ˆ يبدو للمراقب الموضوعي في هذا الملف انه كان دائماً هناك تناول ظاهر أو خفي مشوب بنوع من العنصرية التي لا تقرها القوانين في البلدين ولا حتى قوانين أخرى, مع ذلك بقي هذا الملف خارج المعالجة, بصفتكم وزيراً للعمل هل لديكم تصور أو صياغة استراتيجية لهذا الملف? ˆ ˆ من المؤسف التحدث عن عنصرية بين الشعب الواحد الذي تربطه روابط التاريخ والجغرافيا وصلات القربى العميقة جداً, فلا نجد عائلة في لبنان إلا ولها أقارب في سورية فكيف يمكن الفصل بين هذا الشعب الواحد في البلدين. ولكن من الممكن القول إن في لبنان تيارات وصلت في عدائها حتى الى العمال السوريين وهذا بالتالي لامس حدوداً ليس لها علاقة بالسياسة, وقد كانت ردة فعل ولن تدوم وأنا أدعو قوى الأمن اللبناني الى التشدد حيال أي اعتداء ضد الأخوة العمال السوريين. لقد تحدثت عن هذا الموضوع في جلسة مجلس الوزراء, كما تحدثت عبر وسائل الإعلام اللبنانية عن ضرورة معالجة هذا الموضوع بكل حكمة وعقلانية وصولاً إلى أزمة الحدود التي لها أشكال مختلفة: 1 - لها طابع أمني بالدرجة الأولى, فقد تبين أن لبنان وسورية مستهدفان وهذا الذي أكدته الوقائع والمعلومات الأجنبية. 2 - لوجستي, فأنا برأيي ما زالت المعابر على الحدود متخلفة ومن الضروري توسيعها وتطويرها واحداث مراكز جديدة وحديثة. 3 - سياسي, فمن الضروري أن يعرف بعض اللبنانيين أن العلاقة مع الشقيقة سورية ليست علاقة أمن فقط, بل هناك مصالح وجغرافيا وتاريخ واحد, وأنا أعتقد أن كثيراً من اللبنانيين تنبهوا الى هذا الموضوع وهذا ما أدى لما نراه من أجواء ايجابية أدت لتفاهم, وحلحلة في كافة القضايا بين البلدين الشقيقين. ˆ ألا تتصور بأن ملف العمال السوريين في لبنان يشكل المفصل الحيوي في ملف العلاقات السورية - اللبنانية? ˆ ˆ (يا يحيى خذ الكتاب بقوة) سنعمل بشكل فعلي وقوي وفق الآية الكريمة, وسنتناول هذا الموضوع بشكل دقيق, وأنا أعتبره من أهم الأعمال والانجازات التي ستقوم بها وزارة العمل في لبنان. ˆ هل من كلمة أخيرة? ˆ ˆ اسمحوا لي أن أتوجه عبر صحيفتكم الثورة الغراء الى كل الأخوة العمال السوريين بأن يكونوا واثقين بأن لبنان يستقبلهم مثلما كان في السابق بصدر رحب, وهم سيكونون بين أهلهم وأحبائهم, مثلما تستقبل سورية اللبنانيين بكل محبة وأخوة, فالعلاقة بين البلدين ستكون أمضى وأقوى لما فيه خير ومصلحة البلدين الشقيقين سورية ولبنان. |
|