تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ذروة العهر!!

البقعة الساخنة
الجمعة 16-7-2010م
علي نصر الله

لم تعترف الأمم المتحدة يوماً بقراري اسرائيل ضم القدس /1967/ والجولان /1981/ وقد جددت عشرات المرات رفضها لقرارات الضم وقالت: إنها لاغية وباطلة لأنها تتناقض مع القانون الدولي ،

وربما ستجدد موقفها هذا في المستقبل ، لكنها لم تعلق على تصويت الكنيست ومصادقته على قانون يلزم الحكومة الاسرائيلية بإجراء استفتاء عام بشأن أي انسحاب من القدس والجولان !!‏

لا بد أن يكون كل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة والغرب وما يسمى بالمجتمع الدولي قد سمع خبر التصويت وأخذ علماً بمصادقة الكنيست ، لكن أحداً من هذا (المجتمع الدولي ) لم تصدر عنه كلمة رفض واحدة أو حتى كلمة توحي بالرفض في الوقت الذي تحركه وتشغله تصريحات أو أخبار وقضايا مختلفة هنا وهناك رغم أنها لا تشكل بحال من الأحوال تحدياً للقانون الدولي؟!‏

وعليه يمكن القول : إنه اذا كانت اسرائيل تريد أن تؤكد للعالم بهذا القانون أنها غير معنية بالسلام وتسعى من خلال قوانينها لوضع عراقيل جديدة أمام الجهود المبذولة لإحلاله ، فإن سكوت (المجتمع الدولي ) على الإجراءات الاسرائيلية الباطلة تؤكد تواطؤه مع الاحتلال ، وهو ما ينزع عن المساعي السلمية المزعومة(ولا سيما الأميركية ) صفة الجدية بل ويسقط مصداقية النظام الأممي مرة واحدة.‏

هذا أقل ما يمكن أن يقال بالصمت الدولي المريب تجاه ممارسات وإجراءات اسرائيل ، وربما تكون ذروة العهر السياسي الدولي أن يمارس هذا الصمت عندما يتعلق الأمر بإدانة اسرائيل ، وفي المقابل يمارس كل أشكال الضجيج السياسي والتجييش الاعلامي والعسكري ضد أي أحد في هذا العالم عندما يتعلق الأمر بأمن اسرائيل أو عندما يشتبه بأن أحداً قد يهددها؟!‏

هذه معادلة يعيشها العالم وندركها جيداً ولا ندعي اكتشافها اليوم، غير أنه لا بد من تدوينها وتسجيل موقف تجاهها يقول ويؤكد ويجدد : أن سورية تعتبر عودة الجولان أمراً غير قابل للتفاوض وسيعود ، وإنها لن تتنازل عن شبر من أرضها أو حبة من تراب جولانها مهما طال الزمن وتحت أي ظرف من الظروف، كما لن يثنيها عن استعادة الأرض والحقوق المغتصبة أي اصطفاف دولي حتى لو كان هدفه الأول والأخير حماية اسرائيل وتوفير كل أشكال الدعم لكيانها الارهابي .‏

ali.na_66@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية