|
استراحة
وإذا لم يكن يجد متسعاً من الوقت فإن سيدة الكرملين كانت تفعل ذلك، فماذا عن زوجته الرابعة داخل قصور الكرملين، فقد كانت طيارة ماهرة مشهورة قبل أن تتزوج من ستالين، لكنها عاشت في شبه عزلة بعد الزواج منه، قامت بأعمال عظيمة خلال الحرب الأخيرة فمنحها ستالين وساماً رفيعاً ودعاها إلى قصر الكرملين، وفي ختام الحفلة قال لها: «أتريدين أن تكوني زوجة لي» فقبلت لكنه أضاف: يجب أن تعلمي من الآن أنه سيتعذر عليك الظهور أمام الناس في صحبتي فوافقت وظلت منذ زواجها محافظة على هذه القاعدة. كانت زوجة ستالين تعد بنفسها ألوان الطعام التي يفضلها زوجها على غيرها ومنها لحم البقر والسمك، وكانت تشرف على مطابخ الكرملين وتراقب الطهاة بدقة فائقة، كانت طويلة جداً لا تحب الأزياء الفاخرة بل تميل إلى البساطة، تلبس البنطلون في الجناح المخصص لها في القصر حيث ليس معها غير زوجها. ويقول أحد الكتاب الروس: إن ستالين بقي في مظهره ابن صانع الأحذية والقاعات التي كان يسكنها كانت مفروشة ببساطة ولم يكن يلتقي الزوجان إلا في موعد الطعام وأحياناً كان يخاطب زوجته بالهاتف لتأتيه بالشاري، وعندما تسمح الظروف كان يغادر معها إلى منزلهما الريفي قرب موسكو والذي أطلق عليه «زهرة الربيع» يستقبلان فيه أصدقاءهما الحميمين. ولم يحدث أن رأى الناس زوجة ستالين معه خارج الكرملين أو خارج منزلهما الريفي، لكنها كانت تذهب وحدها أحياناً لزيارة ابنة زوجها. وكثيراً ما كان يطلب منها ستالين قبل أن يأوي إلى فراشه أن تقرأ له بعض قصائد الشاعر الجورجي كوسنيوف لأن ستالين كان يحب سماع الشعر الذي يذكره بمسقط رأسه كما كان يحب سماع تراجم الأشعار العربية باللغة الروسية. فكان يتمدد في فراشه أو يجلس في مقعد ويضع الغليون في فمه وأمامه قدح الشاي ويصغي إلى زوجته وهي تقرأ له قصائد شعراء جورجيا أو شعراء العرب. وهكذا كان ستالين يرى أن حياته العائلية لا تخص أحداً سواه، ومن هنا كاد الناس لا يعرفون شيئاً عن السيدة الأولى في روسيا وهي الزوجة الرابعة له. |
|