تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


السياسات الأميركية تجاه ايران.. من التهديد إلى الحصار

شؤون سياسية
الجمعة 16-7-2010م
نبيل فوزات نوفل

بعد أن جرب الغرب الإمبريالي كل الأساليب السرية والعلنية لتطويع الثورة الإيرانية الإسلامية التي اختارت الطريق الوطني الإنساني جاعلة من إيران قلعة حرة لدعم أحرار العالم ومقاومته ضد الظلم والطغيان، فوقفت إلى جانب القضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها قضية فلسطين.

ونقلت إيران من موقع الخادم والتابع للقوى الإمبريالية في العالم والحامي لمصالحها وأهدافها في الهيمنة والعدوان، إلى قوة كابحة لطموحات هذه القوى المقاومة المعادية لآمال الشعوب عامة ولشعوب منطقة الشرق الأوسط خصوصاً لكل هذا وضعت إيران والقوى المقاومة على القائمة السوداء وصنفت ضمن محور الشر واتهمت بالإرهاب وغير ذلك من التهم الزائفة التي خطتها أيدي العابثين بمستقبل البشرية والمتمثلة بالقوى الرأسمالية العالمية التي تهيمن على صناعة السلاح ومصادر الطاقة في العالم إلى جانب تجارة المخدرات والأعضاء البشرية والتي كما نعلم يملك معظمها الصهاينة أو الواقعون تحت السحر الصهيوني المعادي للبشرية وفي سبيل إجهاض الثورة الإيرانية حاولت هذه القوى بداية احتواء الثورة الإيرانية عن طريق تقديم الإغراءات والمصالح بغية حرفها عن مسارها الصحيح وابتعادها عن تأييد ودعم القضايا العربية والإسلامية بشكل خاص ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل نتيجة صلابة الثورة ومبدئية قيادة الثورة. ثم حاولوا تخريب الثورة من الداخل، وخلخلة الوحدة الوطنية في إيران من خلال دعم قوى المعارضة وتلويث عقول البعض بإغرائهم وتشويه الحقائق والتي وقع في حبالها البعض ونجحت القوى الإمبريالية لحين في تسميم الشارع الإيراني ومحاولة تقسيمه وتحريضه على الوقوف ضد الثورة وقادتها الأحرار لكن هذه اللعبة بدأت تتكشف وتساقطت كأوراق الخريف، بعد أن تعرت الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الموالي للكيان العنصري الصهيوني الذي أخذ يمارس الحصار بأشكاله المختلفة على الشعب الإيراني بهدف منعه من امتلاك مصادر القوة وسلوك نهج التنمية القويم من خلال امتلاكه للتكنولوجيا المتطورة والمعرفة الحقيقية التي تنفع الناس وأساسها الطاقة النووية السلمية التي تعمل القوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لاحتكارها إلى جانب الكيان الصهيوني وليس للأغراض السليمة بل للحرب وتدمير البشرية وإرهاب شعوب العالم.‏

وبعد أن فشل الاحتواء وفشل معه ضرب الوحدة الوطنية وتشويه الثورة وحرفها عن مسارها انتقلت القوى الإمبريالية إلى مرحلة الحصار الذي بلغ أوجه الآن من خلال القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتحريض من قادة الكيان العنصري وباعتقادي إنها المرحلة قبل الأخيرة التي تسبق الحرب العسكرية التي يتم الإعداد لها بشكل كبير بالتنسيق مع الكيان العنصري وبعض القرى التابعة والمرتبطة بها في المنطقة والتي يتم تصنيع أحدث أنواع الأسلحة الخاصة بهذه الحرب وتشير كل الدلائل باتجاه الاقتراب من المواجهة العسكرية والتي يسبقها الآن تهيئة الظروف الدولية واختراع الحجج والافتراءات وإقامة التحالفات وتقديم الإغراءات للبعض أو دفعهم إلى حالة عداء مع إيران وغير ذلك.‏

على أي حال، إن القوى الإمبريالية وكيانهم العنصري يسبحون في أوحال أفعالهم وهم غارقون بها في أفغانستان والعراق، كما أن معظم شعوب العالم ودوله بدأت بالنهوض وتعمل على إقامة التحالفات لمواجهة الغطرسة الاستعمارية التي تظهر بأثواب مختلفة، وان القوى المقاومة بدأ يشتد عودها وأصبحت تملك من القوة والصلابة ما يمكنها من قطع الأيادي التي تمتد إليها والمقاومة أضحت خياراً شعبياً وبدأت تتساقط كل الأكاذيب وبدأ العملاء يتساقطون وأصبحوا عاجزين عن الاستمرار في الكذب على شعوبهم ببدعهم وفي مقدمتها أن هناك إمكانية لإقامة سلام مع العدو الصهيوني، وأن طريق المفاوضات يمكن ان يعيد الحقوق للشعب العربي، وأن واشنطن وسيط نزيه تعمل من أجل السلام، وأن إيران تهدد الأمن القومي العربي وليس الكيان الصهيوني، وغير ذلك من الأوهام. لقد اتضح لكل القوى الخيرة في العالم عامة ولشعوب المنطقة أن إيران تعمل لمصلحة شعبها وشعوب المنطقة وهي داعم حقيقي لكل القوى للهيمنة على المنطقة والشعب العربي يميز عدوه من صديقه وهو يثق بأن القوى الإمبريالية ستنهزم كما انهزم غيرها وتاريخ البشرية خير شاهد أن الحق منتصر خاصة عندما يمتلك القدرة والتلاحم الشعبي وهذا ما يتوافر لقوى المقاومة وعلى رأسها الثورة الاسلامية في إيران.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية