تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من القاتل ؟

قاعدة الحدث
الثلاثاء 3-11-2009م
د. حيدر حيدر

ينضم أربعة ملايين جائع كل عام إلى صفوف الجائعين الذين بلغ عددهم حالياً مليار إنسان ويموت سنوياً 15 مليون شخص في الدول الفقيرة معظمهم من الأطفال،

بينما يموت الناس من التخمة في الدول الغنية ! علماً أن حجم ماينتجه العالم من غذاء يكفي لضعف سكان الأرض . ففي الولايات المتحدة الأميركية فائض غذائي يكفي لإطعام الجوعى في قارة افريقيا بكاملها . أما الدعوات لتخفيض عدد الجياع إلى النصف فمعظمها للاستهلاك الاعلامي .‏‏

ونعرف جميعاً حجم المواد الغذائية التي تتلفها الشركات الاحتكارية للحفاظ على الأسعار العالمية ،أما الدول الغنية فترسل الفتات إلى الفقراء ناهيك عن استخدام المحاصيل الزراعية كوقود زراعي (الوقود الحيوي ).‏‏

إن الدول الغنية قادرة على القضاء على الجوع خلال فترة وجيزة لو أرادت لكنها لاتريد وتؤكد الأرقام أن 80 دولاراً تكفي لانقاذ أسرة فقيرة سنوياً من الجوع لكن حتى هذا المبلغ تضن به هذه الدول على الجوعى في الدول الفقيرة .‏‏

فهل تكفي برامج الأمم المتحدة ومؤتمراتها ودعواتها للتخفيف من معاناة البشرية ؟ إن هذه الأرقام المخيفة لعدد الجوعى ولعدد قتلى الجوع، هو إدانة للبشرية فكما يقال من يموت جوعاً فهو قتيل ولابد من قاتل . فهل رقم مليار جائع كاف لدق ناقوس الخطر ؟؟ أم إننا سائرون نحو كارثة محتمة تحيق بالبشرية .‏‏

وهل يكفي التحذير الذي أطلقه بان كي مون بالأمس القريب من أن عدد الجوعى في العالم وصل إلى مليار إنسان جراء استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالإضافة إلى تأثير الأزمات الاقتصادية والتغيير المناخي فهل يكفي تحذيره ليتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ البشرية من الخطر المخيف ؟‏‏

أم أن الأمر مقصود بسبب سياسات تسعى لإنقاص عدد البشر في العالم ؟؟‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية