تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جمعية المبرة النسائية للتنمية الاجتماعية تحتفي بالمتفوقات... مرادي: دوراتنا للتأهيل والتمكين

مجتمع
الثلاثاء 3-11-2009م
فاتن دعبول

أقامت أسرة جمعية المبرة النسائية للتنمية الاجتماعية وكفالة اليتيم، حفل تخريج دورات التأهيل المهني والتعليم غير النظامي بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

وقد اعتلت المنصة حوالي 150 فتاة وسيدة ممن استطعن بالعزم والاصرار والارادة الصادقة أن تحصلن على شهادات دراسية ومهنية، وقد آمن بالحكمة التي تقول: إنه لا حلم في العالم مستحيلاً ولكن ليس سهلاً في الآن نفسه...‏

تقول السيدة ندى دياب مرادي رئيس مجلس إدارة جمعية المبرة النسائية.‏

أطلقنا على مشروعنا شعار التنمية الاجتماعية وكفالة اليتيم واستقبلنا هذا العام حوالي 350 فتاة وسيدة، تخرج منهن بشهادات دراسية ومهنية مئة وخمسون فتاة وسيدة...‏

يخدم هذا المشروع شريحة كبيرة في المجتمع، وهو يقوم بالتعاون مع سيدات مخلصات ومؤمنات بالعمل التطوعي، وبأن العمل كرامة، حيث تسعى هؤلاء السيدات للتخطيط والعمل. وتمد للمنتسبات يد العون لإعانتهن على التحرر قدر الامكان من قيود الجهل وسلاسل التبعية ..وأضافت:‏

أشهرت هذه الجمعية في العالم 1945 تحت اسم مبرة التعليم والمواساة، وكانت أهدافها مواساة العائلات المستورة وتهيئة سبل العمل الشريف، وتعهد أطفالها بالعلم والتربية ومكافحة الأمية، ويعلم المحتاجات بعض المهن اليدوية التي تدر عليهن الربح وتقيهم الحاجة.‏

وتطورت أعمال الجمعية فأصبحت تعنى باليتيمات والمحرومات من رعاية الأهل والأسرة، وتكفلهن وتؤويهن في دارها بالمزة...‏

ومن ثم أطلقت الجمعية مشروع كفالة اليتيم في أسرته، وتحت كنف أمه، تحضن الأرامل وتعينهن على حماية أفراد الأسرة من التفكك، والتشرد، فكان لزاماً على الجمعية النهوض بتلك الأسرة ومساعدتها على التمكن والاعتماد على نفسها وقيادة زمام أمرها...‏

كما سعت الجمعية بالتعاون مع الاتحاد النسائي والدفاع المدني إلى إقامة دورات في الحلاقة والخياطة ، ومهارات السنارة، والاسعافات الاولية، لتأهيل الفتيات، ومساعدتهن لدخول سوق العمل...‏

وتقوم لجنة السيدات المسؤولات عن التأهيل المهني بتقديم هذه البرامج وتعديلها وتطويرها لخدمة مقتضيات السوق، لذا أضافت دورات جديدة في تعلم الحاسوب وفن السكرتارية والتدبير المنزلي وفنون الطبخ وأسس الضيافة المنزلية...‏

وفتحت الأبواب لفتيات وسيدات يسعين لتخطي عتبات الجهل ومصاعب الحياة، والاستفادة من برنامج التعليم غير النظامي لمن حرمت فرصة التعليم في المدارس النظامية...‏

هذا البرنامج يتم بالتعاون مع منظمة تعليم الكبار وهو يساعد المنتسبات على محو أميتهن، ومتابعة لمن تتفوق تحصيلها العلمي وتقدم لهن دروس تقوية في اللغتين العربية والاجنبية والرياضيات من قبل مجموعة من السيدات والمدرسات المتطوعات في جمعية المبرة ومساعدة بعض المدرسات المختصات المأجورات...‏

وأتت الثمار أكلها...‏

كوثر عبد الحميد شبيكة ،مواليد1977، تركت الدراسة منذ 17 سنة لظروف خارجة عن إرادتها، وتزوجت وأنجبت ثلاثة أولاد، الكبير منهم في المرحلة الثانوية، والآخر في الشهادة الاعدادية ،ولا زال الصغير في الصف الثاني الابتدائي.‏

دخلت جمعية المبرة، وتلقت دروساً في اللغة العربية والانكليزية والرياضيات تحضيراً لتقديم الشهادة الثانوية، وكانت النتيجة نجاحها في الثانوية العامة، وبمجموع أهلها لدخول جامعة دمشق قسم رياض الاطفال.‏

تقول:سعادتي لا توصف بهذا النصر الذي حققته، وهو انتصار على المجتمع وانتصار على الذات، استطعت ملء أوقات الفراغ بالدراسة ورسمت لنفسي خطة لتحقيق النجاح دون إهمال أسرتي وطبعاً بتشجيع كبير من الزوج... وأتمنى من الجميع أنه يخوض هذه التجربة، وبالارادة والعزيمة، يحقق الانسان أحلامه.‏

أحصل على دخل كبير‏

كانت فخورة بنفسها،فهي الآن موظفة في مركز طبي متميز، وتتقاضى أجراً يضاهي أجور الكثير من العاملات في القطاع الحكومي...‏

وكانت البداية من جمعية المبرة، فقد خضعت لدورات في الاسعافات الاولية أهلتها لدخول سوق العمل، وهي الان راضية جداً عن عملها ، وتعيل أسرتها وتكفيها، وفي قرارة نفسها تحمل الكثير من الامتنان والعرفان لجمعية المبرة النسائية.‏

هدفنا المشاركة...‏

وفي حديث خاص للثورة- قالت السيدة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل د. ديالا الحج عارف:‏

لا زالت الحكومة منذ سنوات تسعى لتحويل عمل الجمعيات الأهلية من عمل قائم على الإعالة والبر والإحسان إلى عمل قائم على المشاركة في عملية التنمية والنهوض بالأفراد المقدمة لهم هذه الخدمات وتحويلهم من متلقين للمساعدة إلى أفراد يقدمون المساعدة لغيرهم، ومن هذا المنطلق يتم تشجيع مثل هذا النوع من الجمعيات التي تحاول أن ترتقي بالعمل الأهلي إلى عمل تنموي وتمكيني.. هؤلاء النسوة اللواتي قصدن الجمعية، لم يتم تقديم الإعانة لهن على الشكل التقليدي ( مالية أو مهنية) بل قدم لهم الدعم الكافي ليصبحن قادرات على الإنتاج والتفاعل كعاملات وصاحبات عمل في المجتمع، لأننا نكون قد حولنا شخصاً معالاً إلى شخص معيل.‏

نحن نمكنهم، وعليهم أن يقدموا للمجتمع خدمات تفيد الآخرين- وأضافت: الجمعية لم تكن لتعمل لولا الرعاية والدعم الذي قدم من الحكومة فنحن أطراف ثلاثة نشترك في هذه المهمة، المجتمع الأهلي، والقطاع الخاص الذي يقدم التبرعات، والقطاع العام الذي يقدم الرعاية والإشراف والدعم على اختلاف أنواعه ( مادي، معنوي، تشريعي...‏

وهذا يضع المستفيدات أمام مسؤوليات تجاه المجتمع وتجاه أنفسهن وعائلاتهن... ليقمن بدورهن بالشكل الأمثل...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية