تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


زهرة النيل تستوطن مجرى نهر العاصي بإدلب!!

مراسلون
الثلاثاء 3-11-2009م
حسن العبد

ظهرت زهرة النيل في مجرى نهر العاصي فجأة وقد اتخذ منها بعض أصحاب مشاتل الزهور نباتاً للزينة دون دراية بمخاطرها،

فأزهارها جذابة ذات ألوان أرجوانية مزرقة وفيها بقعة بنفسجية ووسطها أصفر وأوراقها خضراء وقد وجدت الزهرة هذه في مجرى نهر العاصي بيئة مناسبة لانتشارها وخاصة في المنطقة الممتدة من جسر الشغور وحتى دركوش وقد أثارت بانتشارها السريع اهتمام الجهات المعنية في محافظة إدلب.‏

المهندس محمد نور طكو معاون مدير الزراعة قال: بدأت مديرية الزراعة بنصب مصدات معدنية لتفادي مخاطر هذه الزهرة ومصلحة الوقاية في المديرية تبذل جهوداً وتتخذ إجراءات وتنفذ أعمالاً للحد من الآثار السلبية لهذه الزهرة على البيئة والإنسان، والزهرة سريعة النمو والانتشار على سطح الماء وتتكاثر بسرعة فائقة عن طريق التبرعم والتجزؤ وهذا ما يشكل خطورة بالغة على الوضع البيئي في مجرى نهر العاصي، حيث تعوق جريان المياه مما يشكل مستنقعات آسنة تنفث الروائح الكريهة ويصدر عنها كل ما يضر بالبيئة والإنسان.‏

وقال طكو: إن نسبة انتشار هذه الزهرة تتراوح ما بين 10-15٪ وإذا لم تستأصل كلياً وبشكل سريع سوف تنتشر بكثافة قد تصل إلى 85٪ وبهذه الحالة ستكون مكافحتها مستحيلة وستسبب أضراراً بالغة في البيئة وخاصة في المنطقة الممتدة على طول مجرى النهر والتي تقدر بحوالي 45 كليو متراً، ولفت إلى أن معاودة انتشار نبات زهرة النيل بسرعة فائقة من أهم الصعوبات، حيث إنه إذا ما تركت زهرة واحدة لأي سبب فقد تعود مجدداً، لذلك يتطلب الأمر إعطاء هذا الموضوع الأهمية المناسبة والتوسع في مجال مكافحة هذه الزهرة بمختلف الطرق والوسائل والمبادرات والحيلولة دون استخدامها من قبل مشاتل الزهور، والأمر يتطلب أيضاً خلق وعي بيئي بين جميع سكان المدن والبلدان الواقعة بمحاذاة مجرى نهر العاصي وتوعيتهم بمخاطر زهرة النيل وضرورة مكافحتها وعدم السماح بانتشارها والأسباب التي تدعو إلى ذلك.‏

ورأى طكو أن انتشار الزهرة يعود لوجود مكبات للنفايات ومصبات للصرف الصحي في مجرى النهر وانتشار عشوائي لمقالب القمامة وأساليب خاطئة في معالجة النفايات الطبية.‏

المهندسة جمانة الحسن مديرة البيئة في حديثها أعطت موضوع مكافحة زهرة النيل الأهمية المطلوبة التي تتناسب وحجم الأضرار الناتجة عن انتشار هذه الزهرة وقد أبدت استعدادها للمساهمة في أي نشاط يستهدف التخلص من هذه الزهرة بما يتيسر لمديريتها من إمكانيات وقالت: يجب أن يعطى الموضوع هذا الجدية اللازمة والمعالجة، وعلى جميع الجهات المعنية إن كانت في الموارد المائية أو مديرية الزراعة أو وحدات الإدارة المحلية العمل معاً لرفع نبات زهرة النيل من مجرى النهر وإتلافه بعيداً وكذلك مكافحة جميع الأعشاب الأخرى الضارة التي تستهدف الحياة في مجرى نهر العاصي والبيئة المحيطة.‏

وبالرغم من أن مشكلة زهرة النيل ليست جديدة فهي كانت في العام الماضي في حماة واليوم هي في إدلب وغداً لا أحد يعلم أين ستنتشر، ما يحتم أن نأخذ جانب الحذر والحد من انتشارها بعد أن شعر الناس بمخاطرها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية