تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غلطة الحب ..لا غلطتي

ملحق ثقافي
3/11/2009
صالح هواري

بعد سبعينَِِِ مرّت مرورَ الحمامِ على نخلتي

خضّني الوقتُ في جرّة العمرِ‏

شكّلني رغوةً‏

عند أوّلِ هبّةِ ريحٍ تزولْ‏

وماذا أقولْ !!!!!‏

سأضحكُ ملْءَ بكائي‏

على كلِّ حبَّةِ قمحٍ‏

أغارتْ عليها الرياح فصارتْ طلولْ‏

دمي ممسكٌ بدمي‏

ولئلاّ تطير الثّواني‏

أشدُّ عليها بأسنانِ قلبي‏

لماذا إذنْ لا أخافُ‏

وليلكتي أوشكت أنْ تودِّعها ملكاتُ الحقولْ‏

معَ آنِّي وصلْتُ إلى هرمِ العمرِ‏

شبِّهَ لي أنّني لم أزلْ في القطار‏

مؤقَّتةٌ رحلتي‏

غيرأني بتذكرتيْنِ مُراوغتينِ‏

حجزْتُ مئاتِ المحطَّاتِ‏

أكبرُها غرفةٌ في أعالي الخيال‏

أصولُ بها ...... وأجولْ‏

وأجملها قبَّةٌ لم تُشيِّد‏

يدُ البرقِ قامتَها بعدُ‏

زينةُ كلِّ المحطاتِ كوخٌ من الشعرِ يسكُنني‏

ويفوحُ بخورُ النبوءَةِ منهُ‏

إذا مسَّ أغصانَ روحي تطولْ‏

وماذا ... وماذا أقولْ !!‏

أنا الآنَ معتكفٌ في القطارِ‏

وكلُّ النوافذِ طوْع خيالي‏

وأجملُ ما كان في رحلتي‏

أنَّ ربَّانَها عاشقٌ‏

لا يحبُّ الوصولَ إلى اللا ّوصولْ‏

........................‏

كبرْتُ إذنْ !!!!!!!‏

عصرتْني أصابعُ طيشي القديمِ غباراً‏

ومن عطشِ اللاّمبالاة ِ‏

روَّيتُ كأسي اكتملْتُ‏

ولم تكتملْ نشوتي‏

يا طيورُ الهدايةِ هُزِّي بجذعي‏

لتسقطَ عن كاهلي شوكةُ الشكِّ‏

والتوبة الآثمَهْ‏

تضيقُ الحياةُ عليَّ فأمْقُتُها‏

طائرٌ أُمميٌّ أنا وعلى ريشتي أحملُ الكونَ‏

أكرهُ شيءٍ لديَّ‏

وقوفي على غصنِ تفاحةٍ واحدهْ‏

إلى شعلةََََََََََََََََََََِ الغيمِ تمشي رمالي‏

دمي بيدرٌ للعصافيرِ تشبعُ من حنطتي‏

مؤقتة ٌ رحلتي‏

وأنا ما بدأتُ .... ولن أنتهي‏

طاش سهمي كثيراً‏

ولا أدَّعي أنَّني مَلَكٌ‏

لا أزالُ على موقفي‏

وأنا ذلكَ المتعطِّشُ للحبِّ أخبطُ في حيرتي‏

يا زمانَ الشباب أغثْني‏

وخلِّصْ طيور الغواية من شبْكتي‏

أحاولُ أنْ أهتدي‏

فتُضلِّلُني حكمتي‏

إنها غلطةُ الحبِّ ... لا غلطتي‏

مترعٌ بالشكوكِ أنا‏

وبإبرةِ ظنِّي أخيطُ قميصَ يقيني‏

أرى كلَّ شيءٍ جميلاً‏

وهذا هو الخطأُ انتبهي يا عصافير قلبي‏

هناكَ على الغصْنِِ فخٌ لعينٌ‏

وكلُّ المطارحِ ملغومةٌ‏

لا تخافي عليَّ أنا‏

سلَّحتْني الرياحُ بزرقتِها‏

علَّمتني بحكمتها‏

أن أُحدِّدَ جنسيَّة َ الموجِ‏

قبل الدخولِ إلى البحرِ‏

أمنحُ جنسيَّتي لدمٍ منتمٍ لدمي‏

يا رياحُ انتمي لدمي‏

لأزيدَ اتِّساعاً على سفحِ هذا المدى‏

أرجعُ الآن نحو الشباب قليلا ً‏

أصارحكم : طاش سهمي كثيراً‏

ولكنها الآن جاهزةُ للقيامة روحي‏

وعندي الكثيرُ من الاعتراف لأُدْلي به‏

هل أنا أحمقٌ‏

لأقولَ الذي لا يُقال !!!!‏

سأرشو الحياةَ بسلَّةِ شعرٍ‏

لتحفظَ في بئرها سرَّ سرَّي‏

وتحرسَ لي‏

ما تبقَّى من الضوءِ في شمعتي‏

كبرْتُ إذنْ !!!!‏

وانتهى كلُّ شيءٍ‏

وماذا سأفعلُ ؟؟‏

عينايَ عاشقتانِ ... ولن تشبعا‏

يا زمانَ الشبابِ أغثْني‏

وخلِّصْ طيورَ الغوايةِ من شبْكتي‏

أُحاول أن أهتدي...‏

فتُضَلِّلني حكمتي‏

إنها غلطة الحبِّ.... لا غلطتي‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية