تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من الكومبارس ... إلى البطولة

البقعة الساخنة
الأربعاء 4-11-2009م
خالد الأشهب

العالم أجمع يدرك جيداً حجم السطوة الإسرائيلية في الأوساط الأميركية , ويدرك جيداً الضغط الهائل الذي يستطيع اللوبي اليهودي الموالي لإسرائيل ممارسته في هذه الأوساط ولاسيما في مجلسي النواب والشيوخ إلى حكام الولايات وصولاً إلى الأوساط الاجتماعية والثقافية والوجدان العام الأميركي .

والرئيس باراك أوباما لم يأت من خارج العجينة الأميركية, وهو ليس بعيداً أبداً عن إدراك ما يدركه العالم من حوله بشأن العلاقة مع إسرائيل, ولعله أكثر إدراكاً لذلك من بقية الأميركيين بحكم معاناته الشخصية والمعاناة التاريخية لأبناء جلدته في المجتمع الأميركي, وبالتالي, فإنه الأكثر معرفة بما يستطيعه صانع القرار السياسي الأميركي وما يعجز عنه, وبالمقابل ما تستطيعه لوبيات الضغط اليهودية وغير اليهودية وما تعجز عنه أيضا .‏

اليوم , وبعد نحو تسعة أشهر من وجود الرئيس أوباما في البيت الأبيض , وبعد حفنة من الآراء والوعود التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية وبعدها, والتي بثت روحاً جديدة وإيجابية ومتفائلة, سواء في المجتمع الأميركي أو في مجتمعات العالم ودوله, وبعد أن آن أوان التطبيقات وتحويل الوعود والآمال إلى وقائع, لا يبدو ثمة ما يؤشر إلى ذلك أو حتى يمهد له .‏

التساؤل الآن , هل اندرجت تلك الحفنة من الوعود والآراء تحت مسمّى الدعاية الانتخابية فحسب أم إنها كانت تعبيراً عن حاجة ملحة, أميركية أولاً قبل أن تكون عالمية ؟‏

ثمة اعتراف أطلقه أمس وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير حين قال: إن على أوروبا ألا تكتفي بدور الكومبارس في عملية سلام الشرق الأوسط , فهل كان الدور الأميركي في العملية ذاتها هو الكومبارس أيضاً قبل مجيء الرئيس أوباما ؟‏

وإذا كانت حفنة وعود أوباما فقط انتخابية الطابع والغاية, فإن الدور الأميركي كان كومبارس ولا يزال وسيبقى كذلك, أما إذا كانت تعبيراً عن تلك الحاجة الملحة الأميركية العالمية فإن الميدان واسع لمن يريد لعب دور البطولة دون الكومبارس في صناعة ذلك السلام الموعود .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية