|
ملحق ثقافي << بالنسبة لهذه المظاهر المسرح هو نشاط ثانوي وموسمي، هذه الظاهرة قد تنتج مواهب جيدة يمكنها أن تنتقل إلى المستوى الاحترافي لكنها ليست سوى روافد للمناشط الثقافية العامة، إنها ليست معنية تماما لا بالمسرح ولا بمشاكله وهي تنتج ظاهرات على درجة معينة من الجودة وبهذه القصدية الفنية أو السياسية أو تلك ..
< برأيك ماهي مشاكل المسرح الاحترافي؟ << لدينا في سورية يوجد لدينا المسرح القومي وهو مديرية تابعة لوزارة الثقافة، وبالتالي هو منشط فرعي من مناشط هذه الوزارة منذ حوالي الثلاثين عاما،وحتى الآن درجت العادة على تقديم مواسم مسرحية وهذا الأمر أرسى لدينا عدد من التقاليد سواء على مستوى المؤسسة أو على مستوى علاقتها بالجمهور، في حالتنا السورية مثلا :ثمن البطاقات رمزي وغالبا عودنا الجمهور على الدخول دون أن يدفع هذا السعر الرمزي، كان هذا الأمر مجديا في السبعينات لكن مع تغير الزمن وتطور وسائل الأعلام والاتصالات أصبح المشاهد بحاجة لشئ آخر يجتذبه . < لماذا لم نعد نجتذب الجمهور ؟ << بداية لاشك أن الظرف السياسي والاجتماعي عاملان مؤثران، فالجمهور لم يعد يثق بمؤسساته « المسرح القومي مؤسسة دولة وهو مؤسسة ليست جديرة بالثقة من وجهة نظر المواطن العادي « ليس لدى المواطن أي حافز لكي يترك بيته ويتجشم عناء المواصلات ليشاهد إحدى المسرحيات العادية . أمر آخر أي مواطن في هذا العالم هو مواطن «مؤعلم» أي يتأثر بالإعلام أقصد أنه مواطن يجلس بالمتوسط حوالي ست ساعات خلف التلفزيون ليس لديه الوقت للتفكير بما يحتاجه، سوف يجعل الآخرين يفكرون عنه، وبقدر ما يشاهد دعايات عن عمل ما بقدر ما يتأثر، وعندما يسير في الشارع يفضل أن يختار المادة التي أعلن عنها أكثر من غيرها . < ماهي الرؤية الإعلامية التي تعتقد أنها يمكن أن تكون مؤثرة في هذا المجال ؟ << علينا أن نضع الخطط الإعلانية والإعلامية الفعالة لكي نعيد ثقة الجمهور بنا ونخاطبه من خلال الأقنية المتاحة له سواء التلفزيون أو الإعلانات،حتى الآن لدينا أنظمة رثة وبالية إعلاميا والمؤسسات الإعلامية لا تهتم لشأننا مالم نجلب لها رعاة، وهي كما لو أننا منتج قطاع خاص، وهذا يولد ارباكات مالية وإدارية متعددة علينا التعامل أولا مع وزارة الإعلام لتأمين هامش إعلاني لأعمالنا المسرحية،على شاشة التلفزيون ومن ثم لتخصيص إعلانات طرقية فعالة، إننا نعرض المسرحية والمشاهدين في أكن معينة لا يعرفون بها بسبب مشكلة الإعلانات . النشاط الثقافي هو نشاط استراتيجي لتوجيه وعي وضمير الفرد الاجتماعي، إن لم تتعاون المؤسسات بهذا الصدد كاملة سوف يتضاءل دوره، هذا الأمر نعاني منه هنا كما يعاني منه المسرحيون المغاربة والخليجين.. حيث أفسح الظرف المجال للمسرح التجاري والمبتذل، أن يصبح بديلا عن كل أشكال المسرح في وعي المشاهد العربي،صحيح أننا لا نقوم بدورنا والسبب أن أيدينا مقطوعة تماما . إن التقليل من الجانب الإعلاني،والإعلامي أمر خطير خاصة عندما تعرض الكثير من المسرحيات التافهة لسنوات عدة . < آخر إصدار حمل توقيعك مسرحية «التحليقة الأخيرة « ماذا عن هذا العمل ؟ << إنها مسرحية تتحدث عن هموم المسرحيين من خلال حكاية مسرحي يقاوم ويتصادم لعمل مشروع مسرحي ن لكن ثمة إشكاليات في المؤسسة فهو غير مقبول لأنه صريح وصدامي ولا يأبه للمحسوبيات السياسية، يعمل طيلة الوقت يحاول إنجاز مشروعه المسرحي ويصطدم دائما إما بالإدارة أو بظروف العمل أو بالحياة، فيتحول مع الزمن إلى رجل كحولي،ساقط ويموت وحيدا . |
|