> أين أنتم يا أطفال الذاكره يا رفاق الأمس البعيد تعالوا ننسى أعمارنا وألقابنا ونلعب «الدحل» > قال الأول: أنا آت إلى هذه الغابه لأحيلها إلى مفحمه وحين أبيع الفحم أشتري لحماً وعرقاً وخبزاً وأدعوك أيها الصديق الجميل يا عدو العمل > قال الثاني انظر إلى تلك الهضبة أنا قادم ومعي الآلات سأجرفها بالكامل وأزرعها تفاحاًوتيناً وعنباً لا تذكرني بالطفولة وأوهامها الخلبيه قال الثالث وأشار إلى بندقيته: أنا آت اصطاد فهذا موسم الحجل والدرغل والسمان وسأحب حسابك أيها الصديق > الطفولة لم تعد ممكنه ما جدوى أن أقف طفلاً وحيداً أبحث عن فراشات الدلالات إذن سأكتب قصيده جديده وحين ذهبت إلى «القصبيه» لأقرأها لم يصغ لي أحد فمزقتها ورميتها في سلة المهملات > ماذا أفعل الشعر لم يعد ممكناً حملت قصبتي ويممت شطر البحر فلم أجد بحراً فعدت إلى قيعان روحي المظلمه أصطاد أسماك الغربة القاحله وأرمي بها في أنفاق العدم اكتملت الآن رحلتي البلهاء المزينه ببراءة بيضاء وحمراء وخضراء سأمرغها ببعضها وأصعد زورق غروبي فقد أزف الأوان‏