تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بالورقة والقلم.. التنشئة الاستهلاكية

اقتصاد منزلي
الاثنين 23-12-2013
بات من الضروري إيجاد أنماط استهلاكية صحيحة لمقاومة الظروف الاقتصادية الحالية، وهنا يأتي دور الأسرة لخلق سلوك استهلاكي منظم وخاصة في ظل تزايد الحاجات الاستهلاكية وضعف القدرة الشرائية.

موضوع ترشيد الاستهلاك أو الثقافة الاستهلاكية لاتتعلق بضبط الأسعار في الأسواق أو الوقوف في وجه الثقافة الاستهلاكية الوافدة إلينا إنما بدور الأسرة في التنشئة الاستهلاكية للطفل والتوجه نحو الاستهلاك الممنهج والتركيز على المفاهيم الخاصة بترشيد الاستهلاك ومشاركة الأبناء في عمليات الاختيار والشراء، لأن ذلك ينمي القدرة على حسن الانضباط والاقتصاد والتوفير.‏

وبحسب مختصين بعلم الاجتماع فإن نمط السلوك الاستهلاكي يتأصل منذ الصغر ويتأثر بكثير من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وهذا يولد إكساب الطفل منذ الصغر عادات استهلاكية وغذائية لها دور وأثر كبير في اتباعه سلوكاً صحيحاً عند الكبر.‏

فتشجيع الأسرة على الادخار وكيفية تقدير الكميات المطلوبة لها أهمية كبيرة أثناء شراء المنتجات بغرض الاستهلاك الأسري، أضف إلى ذلك تأثر الأفراد بنصائح بعضهم من جهة وبالتغيرات التي تحدث على حياة الأسرة ونوعيتها من حيث عدد أفرادها وخصائصها ومكانتها الاجتماعية وأسلوبها المعيشي والدخل الشهري.‏

في الظروف الحالية تخلى الكثير من الأشخاص عن بعض العادات الاستهلاكية لكن الأمر لم يتعلق بوعيهم بالثقافة الاستهلاكية، إنما بالوضع الاقتصادي الصعب وانخفاض المداخيل فالكماليات وضعت في الأدراج كونها تتطلب ميزانية خاصة تفوق القدرة المادية سواء كانت للأسر أو الأشخاص، فترشيد الاستهلاك يكون وفق الإمكانيات المتاحة والبحث عن بدائل لبعض السلع وتكييف الأسرة حسب الإمكانيات الاستهلاكية والدخل المتوافر لدى كل أسرة وشراء الضروريات وترتيب الأولويات، حيث نرى أن النمط الاستهلاكي تحديداً عند الأسر من متوسطي الدخل والذين كانوا يحركون السوق تلاشت فتخصيص نسب معينة للمطاعم والوجبات السريعة تقلصت إلى نسب متدنية وأحياناً يتم إلغاؤها بشكل كامل وخلاصة القول فإن نشر الثقافة الاستهلاكية يتطلب تضافر الجهود بين الجهات المعنية وخاصة الإعلام بكافة أشكاله.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية