تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في أحضانهم يولد الإرهاب وعلى أرض سورية يموت

الإثنين 23-12-2013
رفيق أحمد عثمان

يعتز أبناء قطرنا العربي السوري بشمس القومية العربية التي أشرقت من أرضهم مستمدة وهجها وأنوارها من عقول مفكريهم وأدبائهم ومناضليهم ومن تضحيات الآباء والأجداد الذين ثاروا على الاستبداد والطغيان العثماني البغيض

ولم يبخلوا بدمائهم الزكية في سبيل العروبة انتماء ولغة واستقلالا ووحدة ورسالة، فرفعوا على أرضهم راية عصر عربي جديد بعد ليل عثماني طويل.‏

وحين وأدت جيوش الاستعمار الغربي حلم إقامة دولة المشرق العربي المستقلة قبل ولادتها اتجه نضال السوريين إلى مقارعة تلك الجيوش الاستعمارية التي عملت دولها على تقسيم الجسد السوري وتقطيعه إلى كيانات مصطنعة هزيلة وأخطر ما كان منها تلك الجريمة التي ارتكبتها فرنسا بإهداء تركيا أجزاء كبيرة من الأرض السورية المحتلة تكاد تكون بحجم ما بقي منها, أما الجريمة الأكبر فكانت غرس السرطان العنصري الصهيوني في الجزء الجنوبي من سورية وبالمحصلة فقد أصبح تعبير بلاد الشام (سورية الطبيعية) في ذمة التاريخ وأصبح إحياؤه رهن بنضال أبناء سورية البواسل الذين امتلكوا مفاتيح الشرق وكانوا عناوين التاريخ والحضارة وألق العروبة ونورها الساطع ومنذ ذلك التاريخ وهؤلاء الأبناء كانوا كما عرفتهم أمتهم أبناء بررة للقومية العربية ليس لسورية الكبرى وإنما للوطن العربي كله من محيطه إلى خليجه فاستطاعوا بلورة مشروع قومي عربي ثوري نهضوي حوّل الحلم القومي إلى منهج عمل وعنوان نضال ورسالة حياة , ولم تأت مرحلة خمسينيات القرن العشرين حتى أينع كفاح السوريين مع إخوانهم المصريين - ولأول مرة في التاريخ الحديث- وأصبح الحلم واقعاً والهدف حقيقة بقيام الوحدة التي أججت شعلة القومية المتقدة في صدر كل عربي شريف.‏

وعلى هذا الأساس القومي الراسخ بنت سورية كل سياساتها وفي كل مجالات النضال الداخلي والخارجي لتضع القطري في خدمة القومي وتؤثر الغير على الأنا، وهكذا عرفها العرب قلب العروبة النابض وقلعتها المنيعة والحصينة، يشهد على ذلك نضالها الطويل وتضحياتها العظيمة ودماء أبنائها التي عطرت التراب العربي على امتداد الوطن الكبير دفاعا عن استقلال الدول العربية ووقوفا معها في مواجهة الاحتلال والعدوان كما أرسلت سورية أبناءها للمساهمة في تعليم أبناء الدول العربية المستقلة حديثا وافتتاح الأقسام الجديدة في جامعاتها وقدمت كل أنواع المساعدات الفنية والتدريبية والعسكرية وكانت عونا في مسيرة تقدم تلك الدول وتحقيق نهضتها , كما فتحت سورية ذراعيها محتضنة الأشقاء الذين يعانون ظروف الاضطهاد والقهر والعوز والمرض الناجمة عن الاحتلال أو الذين هجرّهم الاحتلال عن أرضهم مؤمّنة لهم العيش الكريم دون منّة أوطلب شكر أواستجداء أحد , ورغم أن ما لم يُقَل أكثر بكثير مما تم قوله لكن روح الوفاء لتضحيات الشعب السوري والعرفان بجميل ما قدمه كانت بعيدة عن تعامل الكثير من دول الأعراب مع هذا الشعب فهذه الدول ما تعودت الوفاء إلا لسادتها في دول الغرب الاستعماري وأكبر دليل على قلة الوفاء والتنكر للجميل بل ولخيانة المصالح القومية للأمة تعليق عروبة جامعة الدول العربية حين علقت عضوية سورية وحاصرت شعبها في غذائه ودوائه ولوازم حياته واستدعت التدخل الخارجي ضده بعد أن استلت كل خناجرها الإرهابية المسمومة وغرزتها في الجسد السوري الذي كان وسيبقى عصيا على أهدافها مهما سالت دمائه وتعمقت جراحه ويأتي في مقدمة تلك الدول العصابات الوهابية التكفيرية المغتصبة للجزيرة العربية من آل النفاق والإجرام آل شيطان التي ما أوجدها الاستعمار إلا لحماية الكيان الصهيوني وخدمة الأطماع الاستعمارية في المنطقة عبر ضرب أي توجه عربي قومي تحرري ونشر سموم الفكر الظلامي العنصري الإجرامي لتخريج جيوش الإرهابيين القتلة الجاهزين لتحقيق الحلم الصهيوني- الاستعماري في تمزيق الأمة العربية والإسلامية وإقامة دولة الخلافة الشيطانية الصهيونية لأن آل سعود وآل صهيون وجهان لحزام ناسف واحد يلف جيد العرب والمسلمين , ومن الطبيعي أن تنال سورية الحصة الأكبر من تآمر آل سعود عليها وغدرهم بشعبها وعدوانهم عليها، فقد كانت على الدوام قلعة القومية والتحرر والمقاومة وعلى صخورها تحطمت أعتى مشاريعهم الصهيونية وكانت شمس الشرف والعزة والكرامة التي بدد نورها ظلام أوهامهم وأحلامهم الحاقدة , وإذا كان آل سعود المتحالفين مع الكيان الصهيوني مستعدين للمضي في مجونهم وعربدتهم الإرهابية حتى الرمق الأخير وقد جهروا بذلك وأعلنوا عزمهم على الوقوف خلف الإرهاب حتى لوبقوا وحدهم دون العالم كله وهذا ما سيحصل لأن نهايتهم الحتمية تكمن في انتصار سورية على الإرهاب ولإن أسود سورية مصممون عل سحق آلة الإرهاب الدموي الوهابي المجرم على أرضهم الطاهرة حتى آخر مجرم وبما سيؤدي إلى انهيار مملكة القذارة التكفيرية الإرهابية الحاقدة.‏

وهذا تاريخنا يشهد أننا أهل صدق ومحبة ووفاء وهذا تاريخهم يشهد أنهم أهل غدر وضغينة ورياء, فهم سبّة في وجه التاريخ وعار على جبين الإنسانية.‏

ومن صباح أفكارنا يولد النور ومن أوكار وهابيتهم يولد الديجور.‏

نتربع على عرش الشهادة والبطولة ويتربعون على مواخير النجاسة والسياسة‏

نعتصم بحبل الله ويعتصمون بحبل الشيطان.‏

في أحضانهم يولد الإرهاب وعلى أرض سورية يموت.‏

لنا الغد ولا غد لهم ولنا النصر والمستقبل المشرق, ولهم الخزي والعار ولعنات الله والتاريخ.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية