تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نبض الحدث

الصفحة الاولى
الإثنين 23-12-2013
لأنها سورية.. ولأنها منبع الحضارات والثقافات.. فهي تشكل الكابوس الجاثم على صدور أولئك القابعين في جحور القرون الوسطى، وجعبهم خاوية من أي فكر تنويري وحضاري، وتغص بالأفكار الظلامية, وتزخر بالأساليب الإجرامية،

يصدرون اليها الإرهاب علهم ينالون من عزيمتها أو كرامتها، أو يطفئون شمعة حريتها التي ما عرفوا يوما سبيلا لانارتها، فينتقلون بارهابهم من منزل إلى اخر، ومن مدرسة إلى أخرى، ويسابقون الزمن للنيل من مكانتها وحضارتها، ولكنهم لم ولن يفلحوا.‏

سهامهم مصوبة على أي حل سلمي للأزمة, وعينهم على المؤتمر الدولي لإجهاضه، أو تأجيله وتعطيل انعقاده، ولكنهم واهمون، فالمؤتمر سيعقد بموعده المحدد, ووفق ما تريده سورية وأصدقاؤها, فلا مكان للإرهابيين فيه ، والشعب السوري وحده من يقرر مصيره ومستقبله ،وروسيا وايران لا تنفكان تجددان تأكيدهما وموقفهما الايجابي من المؤتمر, لأنهما تمتلكان رؤية واضحة ومحددة له, تنطلق من المعطيات الحقيقية والتصور الموضوعي والمنطقي الذي يحدد المسار الصحيح للخروج من الأزمة, بينما نجد في المقابل جبهة العدوان وأدواتها تغرق أكثر فأكثر في تخبطها, فأميركا والغرب يسعيان لتحقيق مصالحهما الاستعمارية تحت شعارات "الدم قراطية" وحقوق الانسان وهما أكثر انتهاكا للحريات، ومستعدان مع دول الخليج وعلى رأسها"المملكة الإرهابية" لفعل أي شئ في سبيل تحقيق أهدافهم، ووسيلتهم في ذلك تصدير الإرهاب ليضرب كل من يقف في وجه مشاريعهم ومخططاتهم.‏

والعراق ليس بعيدا فهو مع سورية في المرمى ذاته، فالهم واحد والمصير مشترك، ومن هنا تأتي العمليات الناجحة للجيش العراقي في ضرب معاقل الإرهاب في صحراء الأنبار، والدعوة لضرب الإرهابيين بيد من حديد، وعدم السكوت عن أولئك الغربان الذين يريدون تحويل ساحات العراق إلى أماكن لتفخيخ السيارات ومقرات لتنظيم القاعدة الإرهابي، وهذا الأمر بطبيعة الحال تسعى اليه أميركا وأتباعها الذين حولوا ليبيا إلى ساحة تتناهشها العصابات الإرهابية، وما حالة الفوضى والفلتان الأمني الذي تشهده اليوم إلا دليل واضح على ذلك.‏

كل من ساهم بتصدير الإرهاب لتثبيت سلطانه نراه اليوم يحصد نتائج سياساته الهوجاء, فهذا أردوغان الغارق بفضائح الفساد لا يجد الا القنابل المسيلة للدموع لقمع المتظاهرين المطالبين باستقالة حكومته, فيما تحاول حكومات الاتحاد الأوروبي تبني سياسة دفاعية وأمنية مشتركة ظاهرها تشكيل وحدات عسكرية للتدخل في حل الأزمات والصراعات المسلحة في العالم، ولكن باطنها مواجهة ارتدادات الإرهاب الذي ساهموا في تصديره إلى بقاع العالم, كما هو الحال في سورية اليوم, بينما نجد الولايات المتحدة قد فقدت مكانتها السياسية في المجتمع الدولي بعد أن هزمت في كل دولة تدخلت فيها عسكريا أو لوجستيا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية