|
فواصل أين نكتب كلمة حب، شرف، والضحايا صاروا يملؤون متون الصفحات وهوامشها. العنف والتكفير. والكذب الفضائي، المتحدث الوحيد على صفحات الزمان والدم المراق قد اغتصب المداد واغتصب معه حياتنا. كيف نشعل النار في صقيع القلوب التي تتجمد من هول الإجرام والإرهاب الذي تراه وتسمع به؟ كيف نبدد صمت التماثيل والأصنام التي تتحرك فقط لتشمت بموت الأبرياء، وتتسلى بأخبارهم لأنهم ينتمون لوطنهم.. ولا يغادرون ترابه إلا شهداء. الموت في بلادي صار حكاية يومية تروى وليس خيالاً. للموت هنا حضور مغاير، واضح ومتوهج، يشبه حضور الحياة التي نقاسيها.. لكنها الشام..فيها عشقت.. طين الأرض ومن عشقي لزغاريد الناي عشقت البارود !! لكنها الشام روابط العشق و المجد و التاريخ و الكرامة و البطولة ،هي الشام التي يربطها بالكون و عشاق الحضارة رباطٌ إلهي رباني لا مرئي ، إن وجهت لها طعنة غدر و إن تكالب عليها الأعداء و نالت منها أيادي الغدر اهتزت عروش السماء، انها الأصل والجذر والسر والحقيقة..بهية وجميلة وعصية على الانكسار. اشتاق إلى تلك الرائحة الزكية التي تعطر أجواء وطن سكنني حتى النخاع، وقد حار القلب في حبه، وسر دوام الحب خليط من الورد والكرامة، واتحاد بين الإباء والشهامة. أم نُعيد الحكاية إلى بدايتها، فأن تبصر النور في بلد ليست ككل البلدان إنه فخر عظيم، ونعمة من عند ربي أنني سوري. رياح الغدر مهما تجبرت فلن تنال منك، وكل حروب الدنيا لن تبعدني عن دفء حضنك، ورائحة الدماء الزكية ستزيدك عطراً، ولعلها من المرات النادرة التي يغيب فيها عطر الياسمين انحناء أمام عطر شهدائك . رأيت الأمل سيفاً يجتث جبروت المستحيل , ورأيت الصبر سهما يفقأ عين الزمن البليد ،قبل أن تصل إلى وجهه خطوط التجاعد .فأيقنت أن الأمل والصبر سلاحان لا غنى عنهما في الزمن العنيد . سننتصر لأننا وعلى امتداد ساحة الوطن مازال السوريون يتحملون تصاريف حياة مغمسة بالألم والشقاء، ويستقبلون ولدهم الملفوف بعلم الوطن والعزة، بالزغاريد والغناء الذي يسبب وقراً في أذن من قتلوه. هؤلاء يخرجون سورية من النار والرماد كطائر الفينيق، تفرد جناحيها عالياً، وترفع رأسها المرفوع أبداً. |
|