|
على الملأ ولواستطاعوا سماءها، وكأنهم يريدون خفسها تحت الأرض، ولكنهم واجهوا وتفاجؤوا بمقاومة فظيعة ومدهشة من كل حدبٍ وصوب، فهم – مثلاً – وعلى الرغم من محاولاتهم تحطيم الصناعة السورية الناشئة والآخذة بالازدهار، من خلال ملاحقة المعامل والمنشآت الصناعية هنا وهناك، فإن إرادة وعزيمة الروح الصناعية كانت أقوى منهم، وأشد بكثير. فصحيح أنهم استطاعوا تدمير العديد من الشركات الصناعية العامة والخاصة، غير أن هذا الخراب والدمار لم يُحبط النفوس في متابعة السير نحوتحقيق الأهداف والنهوض، فقد حاولوا اغتيال الأدوية المصنّعة وطنياً، فأتوا على العديد من المصانع الخاصة، وفظّعوا في طريقة نهبِ ودمار مبنى شركة الدواء الحكومية الشهيرة ( تاميكو) غير أن تاميكولم تقف عند هذا الدمار ولم تُحبط بل ازدادت ثقة وعزيمة وراحت تنتج الأدوية من أماكن أخرى، كما نهبوا ودمّروا معمل المنظفات الكيميائية، استهدافاً لمنتجه الأبرز (سار) الذي يتصدّر نظراءه في السوق، غير أن سار بقي واستمر وهاهويُنتج من مكانٍ آخر أيضاً. أمّا شركة بردى للصناعات المعدنية الحكومية، والتي عُرف عنها إنتاج البرادات وبعض الأدوات المنزلية، فقد نهبوها ودمّروا خطوط إنتاجها أيضاً، واتخذوا من مقرّها معسكراً لهم يعيثون فيه فساداً وتخريباً، غير أن هذا الواقع المؤلم لم يُثنِ البرديّون عن إصرارهم على عدم التوقف، فبعد أن أنجزوا مرحلة الإعداد لأن يفعلوا شيئاً، هاهم اليوم يطلقون لنا عزيمتهم على معاودة الإنتاج من مكان آخر أيضاً، فعلى الرغم من تحرير أرض الشركة ومقرّها فإن العبث والفساد اللامتناهي بها لا يتيح المجال للإقلاع السريع من هناك الآن، ومع هذا كان إصرار أبناء بردى الرائعين ألا ينتظروا طوال ذلك الوقت حتى يباشروا إعادة الإنتاج، فقرروا بناء خطين أساسين الآن في مكان آخر، الأول : لإنتاج البرادات (براد بردى ) الشهير بمتانته وقوة فاعليته فهو لايزال المرغوب الأول عند السوريين على الرغم مما واجهه من منافسات شديدة، والثاني : لإنتاج الغسالات الآلية التي طالما حلمت شركة بردى بإنتاجها لتهدئة الأسعار وتوفيرها للمواطنين بسعر معقول، فهاهي تبقى على إصرارها بحلمها الجميل ومن هنا تبدأ من جديد وقد صار إنتاج البراد والغسالة الآلية قاب قوسين أوأدنى، والجميل في معاودة إنتاج براد بردى والإصرار على إنتاج الغسالة أنَّ أسعار هذه الأدوات المنزلية التي ارتفعت مؤخراً بالسوق بشكلٍ جنوني، قد تستطع بردى لجمها بحكم المنافسة، فلا نحلم إن توقّعنا بأن أسعار هاتين السلعتين قد تشهد انخفاضاً ملحوظاً، فلن يجرؤ أحد الوقوف في وجه ( بردى ) عندما يبدأ التدفق ..! |
|