|
نافذة على حدث ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية التي تحاول الخروج من دهاليزها ببعض التصريحات التي تعطي انطباعا حول استدارة أميركية بشأن الوضع في سورية . الاستدارة الأميركية التي بدت ملامحها تجلت في اجتماع وزير الدفاع الأميركي ونظيره الروسي للتنسيق بين الطرفين بشأن العمليات الجوية المفترضة ضد تنظيم داعش الإرهابي، والتصريح الذي أطلقه وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول إمكانية إجراء مفاوضات مع القيادة السورية، لكن ذلك كله مجرد تصريحات لا تغني ولا تسمن وقد اعتاد الشعب السوري على صنوف من المراوغة الأميركية خلال السنوات الماضية، فحل الأزمة المفتعلة في سورية يتطلب خطوات عملية في مقدمتها مكافحة الإرهاب ووقف دعم العصابات الإرهابية وعدم التدخل في شؤون سورية الداخلية . تصريح كيري ظاهريا يشير إلى بداية تغير في الموقف الأميركي، لكن المراوغة تظهر جلية بمحاولته تنصيب نفسه ناطقا باسم الشعب السوري وإعطاء مهل لبقاء القيادة السورية، وهذا يعتبر مصادرة لإرادة الشعب السوري وتدخل في شؤونه الداخلية، وهو خط أحمر، فالسوريون قدموا التضحيات الجسام ومستعدون للمزيد من ذلك من أجل الحفاظ على الثوابت الوطنية وفي مقدمتها السيادة والاستقلال والقرار الوطني ووحدة سورية أرضا وشعبا واحترام إرادة الشعب السوري في اختيار القيادات التي تمثله والتي تم التعبير عنها خلال الانتخابات الرئاسية العام الماضي . في كل الأحوال التنسيق السوري -الروسي في أعلى مستوياته لأن الإرهاب عدو مشترك لدمشق وموسكو والرئيس بوتين دعا إلى تشكيل تحالف دولي حقيقي من أجل اجتثاث إرهاب داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية التكفيرية وإذا كانت واشنطن جادة فعلا في إيجاد تسوية للازمة المفتعلة في سورية فعليها أن تدعم مبادرة الرئيس بوتين وتشجع الحوار السوري السوري الذي يحقق تطلعات السوريين في بناء مستقبلهم بعيدا عن الشروط والاملاءات والتدخلات الخارجية وفي ذلك خطوة هامة نحو التخلص من خطر الإرهاب الذي بات يهدد الأمن والاستقرار في العالم . |
|