|
ترجمة حيث لا تزال الأمهات بلا أزواج وسائر البؤساء والبائسات الذين انضموا الى الاحتجاج في وضع بقي سيئاً جدا، وكنفو نفسها تعيش اليوم بصعوبة من مخصص صغير لا يسد الرمق. ودون أن ندخل في التهكم، فإن ما اعتقدت انه مجرد نكتة مرة يصبح في ثوان واقعا ساخرا مدمرا، فقد علمت قبل أن أبدأ الكتابة ان كنفو ستنضم بالفعل الى المسيرة. هذا جيد . ولا ننسى أن لكنفو تجربة لمسيرات الاحتجاج العادلة، التي تأتي من الشعور الصادق ولكنها لا تصل الى أي مكان. وقد قيل في أحد التقارير الصحفية، إن مقربين ذكروا نوعام والد شاليط بالتأثير الكبير الذي كان للمسيرة التي شاركت بها فيكي كنفو ! جرت العادة في اسرائيل على الشكوى من أن الجمهور غير مبال ، ولا يفعل شيئا، ولا شيء يخرجه الى الشوارع. حالة جلعاد شاليط تثبت عدم صحة ذلك. فخلال السنوات الأربع الماضية التي مرت على اسره جرت أحداث كثيرة وتظاهرات التأييد والحملات الدعائية انتشرت في كل مكان تقريبا، وطالت كل الاعمار وكل الأوساط الاجتماعية والاقتصادية. الناس في اسرائيل يتظاهرون في جميع مجالات الحياة: تأييداً للسلام، وعدم العنف، والانسحاب من لبنان، والاحتجاج على حصار غزة عقب حادثة الأسطول البحري، واقامة لجنة تحقيق، ومنع الانفصال، وتمويل أدوية مضادة للسرطان، وتأمين ظروف عيش أفضل للناجين من الكارثة، واعتراضا على طرد أبناء العمال الاجانب، وطلباً للخبز والعمل؛ ومقاومة قطع الاشجار، وانقاذ البيئة ، ومقاومة الهوائيات للهواتف المحمولة، ومناصرة المطلقات ومقاومة صفقة المحكمة مع موشيه كتساف، بل جرت تظاهرة ضخمة في ميدان رابين من أجل التعليم. في جميع هذه المجالات وفي غيرها توجد روابط ومنظمات تعمل عملاً نشيطاً كل يوم. تعمل آلاف المنظمات على تقديم أفكار وموضوعات ترمي الى تحسين حياة الفرد والدولة – بإقامة أطر عناية ومساعدة وتعاون، وزيادة الوعي، والبحث، وجمع المعلومات ونشرها والعمل على تغيير القوانين. لكن لا تكاد واحدة منها تنجح في التأثير في سياسة الحكومة وتنجح في تغييرها. وكل ادعاء بأن الساسة والحكومات تخضع للرأي العام وتتخذ قرارات لإرضاء الجمهور، بعيد عن الصحة. إنهم يتحدثون في الموضوع، كما في التربية مثلا، التي هي الآن الموضوع الساخن للانتخابات المقبلة. لكن في الواقع لا شيء يتغير.وبعد تظاهرة التربية الكبيرة أصدروا جزئيا ما يسمى «أفقا جديدا»، لكن لم يحدث تغييراً عميقاً فعلاً للاستثمار في التربية ورفع مستواها الهابط. يعملون أحيانا عملاً محلياً كإقامة لجنة تحقيق أو الإنفاق على دواء معين. لكن السياسة لا تتغير: فاستنتاجات لجان التحقيق لا تطبق، والنفقة الخاصة على الصحة ما زالت في ارتفاع، وتستمر مطاردة الاجانب في موازاة جلب الأجانب ، والزواج خارج المؤسسة الحاخامية مجرد أحلام يقظة، ولا تزال البيئة مشاعاً للبناء والتلويث. بل حتى المستوطنين لم ينجحوا في ثني ارئيل شارون عن الانفصال عن قطاع غزة. يخيل إليّ أن الشاذ من ذلك هو الانسحاب من لبنان الذي لعبت دورا كبيرا فيه منظمة «الأمهات الاربعة». لكن أخواتهن من «حاجز ووتش» أو أبنائهن من « لنكسر الصمت» وجميع الآخرين الذين يحاولون إنهاء الاحتلال، والتعايش والوصول الى اتفاق سلام يفشلون فشلاً ذريعا. فحكومات اسرائيل كما في جميع الموضوعات الاخرى تبنت الكلام عن اتفاق وعلى حل الدولتين، ولكنها في الوقت نفسه أعاقت في واقع الأمر كل ذلك وأصرت على السياسة المعاكسة تماما التي لا تزال تديرها. منذ سنوات طويلة والحكومات ورؤساؤها يتظاهرون في مواجهة كل نضال اجتماعي بالموافقة والخضوع لمطالب المتظاهرين، ويتبنون الكلام ولغة النضال التي يرددها هؤلاء، وبذلك يسحبون البساط من تحت أقدامهم ويجعلون نضالهم عقيماً. هذا أمر جعل الجمهور والمجتمع في اسرائيل ضعيفاً وعاجزاً في واقع الأمر. وهنا لا يهم اذا كنت امرأة من عامة الناس رفض بنيامين نتنياهو الاجتماع بها وتركها تواصل حياة الفقر، أو رجلاً من أفضل أبنائنا، التقاه نتنياهو فرحاً لكنه لم يرد له ابنه الاسير في غزة . |
|