تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المخرج سيف سبيعي .. نقل آليات السرد عبر عين الكاميرا

الأحد 4-7-2010م
لميس علي

يحلم بأن تكون صناعة الفن  بسورية مثل صناعة الفن بهوليوود .. وأن يصبح ( الشغل ) السوري عالمياً ، لا أن يكون هو ( العالمي ) .. الأمر يحرك علامة استفهام باتجاه السؤال : ما المسافة الفاصلة ما بين أحلامنا الشخصية وتلك العامة .

ما هي نسبة المشتغلين لتحقيق نقطة التقاء ما بين حلم خاص وآخر عام ؟ من هنا تحديداً .. تبين جمالية إضاءة مسافات .. تقليص حجم ( هوّة ) بين ( أنا ) فردية و( أنا ) جمعية . إسقاط الضوء على تجارب إبداعية – فنية خاصة .. فَردها وعرضها أمام جمهورها ..‏

الكشف عن ذهنية ذويها .. وبالتالي فتح باب النقاش على مصراعيه .. لتكون الفائدة وأيضاً متعة اكتشاف الآخر أكبر، أجمل وأمتع . يجعلك الحديث الذي جرى مابين الفنانين نضال سيجري و سيف سبيعي في ( إنت ونجمك – الفضائية السورية ) تدرك بلاغة ( كشف المستور ) ، إلى الآن– قبل الحلقة – كان سيف يختبئ في ذاك الجانب (المستور). البرنامج كان له السبق بتقديم سيف ، ولن نقول بطريقة مختلفة أو مغايرة كما تم مع غيره من فنانين لدى استضافتهم.. أظهرهم وأظهر منهم جوانب داخلية تستعصي ، بالعادة ، على عين الكاميرا.. مع سيف .. لم تكن هناك طريقة مختلفة حضر بها .. من الأساس كان ذاك حضوره الأول المفرود إلى أقصى مخابئه .. وكذا يفرد كلماته معلناً عن آراء صريحة واضحة ، لا موارَبة ولا خجل بطرحها .. على الملأ . لن يطأطئ أو يمغمغ في إعلان رأي بفنان أو بعمل درامي .. مع الانتباه إلى أنه يُلبس الرأي تعليلاً فيه وجهة نظر غالباً ما تقنع (فنياً ) .. رأيه بالمقترح الفني لدى شوقي الماجري ..مثلاً . وربما أقنع ( فكرياً ) .. كما في رأيه بنماذج درامية مثل (باب الحارة) وأشباهه . يرى أنها لا تعدو كونها ضحكاً على المشاهد من حيث المادة النصية .. من حيث تكريسها نمط حياة اجتماعية (متخلفة ) ، مع إشارته انه لا يمانع العمل بمثل هكذا أنواع درامية .. والدليل إخراجه الجزء الثاني من أهل الراية . سيجري .. كما عادته يلوذ حيناً بمعرفته الشخصية للضيف ، يستعين بها لجعل اللقاء أكثر حميمية أو ربما أكثر استفزازية لكنها جاءت ملطّفة مع سيف ..  الذي مارس كذا عمل لتختمر الخبرة وتتراكم التجربة ركوناً إلى مهنة ( الإخراج ) .. ولهذا لا مشكلة لديه بانتقاد سيف ( الممثل ) ويصفه ( بالسّنيّد ) .. ( السّنيّد ) أصبح ( حرّيفاً ) بإدارة الكاميرا .. مفصحاً أن ( الرواية ) كانت من أهم مصادره لالتقاط وتعلّم آليات السرد المختلفة .. فالرواية – كما يقول – تُكسب القدرة على السرد بأسلوب روائي ، السرد بصرياً بأداة الكاميرا . الملامح الشخصية – الفنية وكذا الإنسانية التي ينجح البرنامج بإبانتها لدى سيف سبيعي تبدو كقطع للوحة واحدة تتكامل فتنسجم .. ولكن .. ووجوداً لشخصية إخراجية ذات فهم لأهمية تناول التاريخ بطرقه السليمة الصحيحة دون فبركة ودون استخفاف بالمشاهد كما في سلسلة الأعمال الشامية ، وبالطبع الحديث لا يتجه نحو قمعها أو منعها .. أبداً .. إلا أن قلة قليلة تمتلك هذا الوعي الذي أبداه سيف .. وهناك كثرة تُجاري السوق بكل مفرداته ومعانيه الربحية .. ليبقى السؤال لسيف : ارتدادك لإخراج فوتوكوبي عن ( باب الحارة) وأخوته .. ألا يُعتبر ضحكاً على الجمهور .. الضحك الذي انتقدت .. وإن لا .. ما أهمية أن نعلن النقد ، نعلي صوتنا به .. ثم نعود نكوصاً باتجاه الخلف نحو مزيدٍ من دراما أنت رأيتها تقدّم تاريخاً خاطئاً وأسلوب حياة مغلوطاً .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية