|
شؤون سياسية من أدلى برأيه؟ نائب الرئيس الأميركي- أمام مؤتمر الإيباك- المنظمة الصهيونية الأميركية- قال: إن واشنطن تدعو (لحل الدولتين) داعياً، في الوقت عينه، الفلسطينيين للتخلي عن المقاومة (بعبارة نبذ العنف- الوصف المخفف والمهذب للإرهاب)، لكن رئيس الكيان الصهيوني لم يتحدث ولو بكلمة واحدة عن (حل الدولتين) فهناك ماقيل- على لسان نتنياهو- بوجود مقاربة (جديدة) على ثلاث شعب أو بثلاثة خطوط: سياسية واقتصادية وأمنية، وتحدث عن كل منها باختصار لكن بوضوح شديد: سياسياً، الكيان الاحلالي الاحتلالي مستعد فوراً للتفاوض وإلى أمد غير محدود(ربما للأبد) ودون أي شرط أو قيد، وفي المسار الأمني: هناك خطة الجنرال الأميركي دايتن، وهي ماضية في الضفة الغربية ويريد نتنياهو دعمها، بتدعيم قوى الأمن (السلطوية الفلسطينية) لكي تقوم هي نيابة عن المحتل بالتصدي للمقاومة الفلسطينية.. أو لمواجهة (العبث) الفلسطيني، وفي المجال الاقتصادي: الرأسمال الصهيوني يمكن أن يقدم عدداً من مئات الملايين من الدولارات لإنعاش الضفة، بحيث (يغار) أهل القطاع من الوضع ويحسدون أشقاءهم في الضفة الغربية الذين سيتنعمون (بالجنة) التي يعدهم بها المحتل العنصري الصهيوني. ما الجديد لدى نتنياهو- ليبرمان- باراك؟ لاجديد اللهم إلا التخلي نهائياً عن أي حديث بخصوص (حل الدولتين)- وبالتالي استمرار سياسة تهويد القدس، وبناء المزيد من المستوطنات والوحدات الاستيطانية في عموم الضفة الغربية، وهدم بيوت الآلاف من أهلنا المقدسيين وتشريدهم، واستمرار الحفريات تحت الأقصى لكي ينهار ذات يوم. بلير- ممثل الرباعية الدولية- ادلى الآخر بدلوه: هناك خطة جديدة، أو مقاربة جديدة، ستعرض على واشنطن في واشنطن- وهو يتحدث عما تسرب في (يديعوت أحرونوت) يوم السادس من أيار الجاري من نتف عن خطة نتنياهو (الجديدة): إن حكومة نتنياهو ترفض (حالياً) حل الدولتين. إن حكومة نتنياهو تقبل بحل (حكم ذاتي) في الضفة الغربية. معنى ذلك أن هناك ماسيجري تفصيله لدى لقاء الرئيس الأميركي أوباما مع نتنياهو، ومعنى ذلك- لاحظوا أن المغيب هو: وقف الاستيطان، وقف تهويد القدس، وإنهاء حصار شعبنا في قطاع غزة- والمغيب بالتالي (الوحدة الوطنية الفلسطينية) مايعني أيضاً (حقوق شعبنا العربي الفلسطيني الثابتة والمشروعة) فكل مايجري البحث فيه لايشمل (الوحدة الوطنية) ولايربط أي أمر بالحوارالوطني الفلسطيني، ويبدو أن من صوّب الرصاص إلى صدر الوحدة الوطنية الفلسطينية قد أصاب منها مقتلاً وأن الطبيب المعالج تخلى عن مهمته- وأبقى الجرح نازفاً- حتى يتصفى دم الضحية وتموت. ليس هذا فقط، بل إن واشنطن ستستقبل أيضاً الرئيس الفلسطيني الذي تحدث عن وجود عرض -لديه- يقدمه إلى الرئيس الأميركي لحل جذري (لمشكلة الشرق الأوسط) والسؤال هو: هل يقبل الرئيس الأميركي أي حل جذري- بما يعني منح الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة وبالذات حق العودة والدولة والعاصمة القدس الشريف والانسحاب إلى خطوط الرابع من حزيران عام 67، ولكي يكون الحل شاملاً، هل يمكن توقع انسحاب صهيوني من (كل الأراضي العربية المحتلة) بما في ذلك الجولان وما تبقى من الأرض اللبنانية تحت الاحتلال (مزارع شبعا وغيرها ؟ ثم ماذا عن موقف حكومة الاحتلال؟ ماذا عن موقف ليبرمان- الممثل الحقيقي للصهيونية بوجهها العنصري السافر؟. كثرة العروض، وكثرة الجعجعة، وكثرة الوعود، لاتعني إلا أمراً واحداً أساسياً: هناك أزمة وهي مستعصية. الكيان الاحتلالي يريد صرف الأنظار عن سرطانه في المنطقة ويريد أن تتجه الأنظار إلى (التهديد الإيراني) وبالتالي هناك سعي خبيث ومجرم لتشكيل (تحالف) ضد المقاومة ومن يدعم المقاومة من جهة، وتحالف ضد إيران. اللعب اليوم صار على المكشوف: وهناك من يريد توريط إدارة أوباما بمشاريع وعمليات في منتهى القذارة بحيث تخيب كل مساعي الإدارة الأميركية الرامية إلى تحسين صورة الوجه الأميركي الذي أمعن في تشويهه وتقبيحه جورج دبليو بوش وطاقمه من المحافظين الجدد. والسؤال المنطقي هو: إذا كان كل طرف يطرح تصوراته وبعض صفحات من خططه، فماذا عن المقاومة الفلسطينية؟ ماذا عن الوحدة الوطنية الفلسطينية؟ ما مصير القضية إن قيل لنا غداً (لم يتم الاتفاق في القاهرة في الجولة(الحاسمة) من جولات الحوار)؟. إن القضية اليوم في مفترق طرق خطير جداً، وحاسم جداً، فإما أن يستعيد الشعب الفلسطيني توازنه باستعادة وحدته وإما القبول بفتات صهيوني لايمكن له إلا أن يؤجج الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني وبما ينعكس سلبياً أيضاً في العلاقات العربية- العربية- ويجيّر كل هذا لصالح الاحتلال وخططه، لايمكن لمعادلة (كل الأوراق بيد واشنطن وتل أبيب) إلا أن تكون كارثية النتائج علينا وعلى حقوقنا، نريد أن تكون الأوراق- في حدها المعقول- عربية بامتياز- وفلسطينية بامتياز وذلك لن يكون إلا حين يتصرف الفلسطينيون والعرب عموماً من موقع أن فلسطين قضيتهم المركزية، وإن مسؤوليتهم هي في التمسك بالمقاومة وعدم إهمال (الخطوط السياسية) واعتبار أن كل الوسائل المتاحة مرهونة- أساساً- بالوحدة الفلسطينية. |
|