تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مكمن الخطر الحقيقي

أخبار
الإثنين 11-5-2009م
محمد خير الجمالي

اين يكمن الخطر الحقيقي المهدد للشرق الاوسط والعالم..؟ هل هو في الملف النووي الايراني وقد اكدت نتائج التفتيش الدولي انه ملف سلمي لاينزع لامتلاك الاسلحة الذرية,

ام انه في البرنامج النووي الاسرائيلي المخصص لاغراض عسكرية وسياسية بحتة ابرزها تحول اسرائيل الى دولة مسلحة بقنابل نووية واستخدام هذا الوضع في نشر الرعب النووي ووضع العرب والمنطقة تحت التهديد الدائم لهذه الاسلحة المدمرة ..؟‏‏

المقارنة هنا تكشف بان مكمن الخطر هو في البرنامج الاسرائيلي حصرا , واذا كانت طبيعته العسكرية تؤكد هذه الحقيقة لجهة ان الرسالة منه وصلت بتهديد وزير الخارجية الحالي افيغدور ليبرمان بقصف السد العالي بالقنابل النووية وكرر نفس التهديد مؤخرا ضد غزة , فان مايزيد في تأكيد ذلك الان هو مسارعة الخارجية الاسرائيلية الى رفض دعوة مسؤولة اميركية في الامم المتحدة اسرائيل للانضمام الى معاهدة الحظر النووي بالرد ان هذه المعاهدة اثبتت عدم جدواها.‏‏

موقف اسرائيل من المسألة النووية لم يقتصر على رفض المعاهدة , بل تعداه الى رفض الكشف عن منشآتها النووية ورفض مبدأ اخلاء منطقة الشرق الاوسط من كل اسلحة الدمار الشامل والذي دعت اليه سورية باستمرار, والاعتراض على أي دولة في المنطقة تسعى الى ممارسة حقها في امتلاك الطاقة النووية السلمية.‏‏

من هنا علينا ان نفهم لماذا تنظر اسرائيل الى معاهدة الحظر النووي بانها عديمة الجدوى , فاسرائيل تستخف بهذه المعاهدة لانها لاتريد نزع الاسلحة النووية لديها كما لاتريد رقابة دولية على برنامجها , وبهذا المعنى يمكن القول ان هذه المعاهدة اذا اصبحت عديمة الجدوى وفق الرؤية الاسرائيلية , فذلك ليس لعلة في المعاهدة وبنودها والتزامات الدول الموقعة عليها وقد بلغ عددها 189 دولة , بل لامتناع اسرائيل عن الانضمام اليها وتمسكها ببرنامجها العسكري من جهة , ومن جهة ثانية للكيل المزدوج الذي تمارسه اميركا ودول الغرب في معالجة الملف النووي الايراني حيث تصوره مصدر الخطر الاكبر على العالم وهو ملف سلمي بوضوح , في حين تغمض عينيها عن مصدر الخطر الحقيقي ممثلا ببرنامج اسرائيل النووي وقد انتج حتى الان اكثر من مئتي رأس نووي..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية