تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حبــــــر بألـــــــــوان الوطــــــن..

ثقافة
الثلاثاء 17-6-2014
ديب علي حسن

من لم يكتب اليوم فلن يكتب في الغد ولاحاجة لاي حرف يكتبه , كل الحروف تصغر امام قطرة دم وامام نزيف طفل وضياع وردة وتعكر ماء نبع وفقدان ذرة تراب فكيف امام الانسان وليس أي انسان امام براءة طفل ووقود شباب وعنفوان جندي وامام دمعة ام ثكلى كيف امام منارات تاريخ يريدون ان يحرقوه ويجعلوه رمادا ؟

كيف امام الدم الذي سفحوه بحق ابناء الحضارة والانسانية ووقفوا يتباكون عليه تارة باسم الانسانية وتارة باسم الحرية كيف امام مرأى العالم والغدر انياب ووحوش كاسرة كيف لانكتب ونبكي الوطن ونغير ولو بكلمة ان استطعنا الى ذلك سبيلا وهو اضعف الايمان؟‏‏

كيف لنا ان نغتنم الوطن ونراه وليمة عامرة على طاولاتنا وفي بيوتنا وحين تلم به أي نازلة نحزم حقائبنا ونفر كأنه ليس الاب ولا الام ولا الارض التي حمتنا واعطتنا من خيرها ووقتنا كل عوادي الزمن.‏‏

أليس من حقنا ان نسأل من يدعون انهم ضمير العالم ووجدانه وان الحرف مهنتهم والكلمة مقدسة عندهم، أليس من حقنا ان نسألهم ما الذي جرى لاقلامكم لماذا جف حبر بعضها وتاه اخرون وضاعوا في رنين الدولار؟ لماذا انتم فرقة بدد امام ما يجري للوطن , ولكنكم ما شاء الله امام الموائد العامرة صفوف متراصة امام رنين الدولار تظهر بطولات وينسكب حبر مدنس لا قيمة له الا انه يسجل عليكم الموقف تلو الاخر.‏‏

ما يجري على سورية من حرب كاسرة جدير به ان يفجر القرائح وان يشعل كل جذوة ابداع توقفت ولو للحظات كيف نكون محايدين وماؤنا وارضنا وشرفنا وتاريخنا وكرامتنا وكل وجودنا في خطر؟‏‏

أبعد خراب الوطن خراب. ابعد خراب عبق الانسانية خراب ؟‏‏

لن نذهب بعيدا ونسأل او نتساءل لكننا الان في معرض الاشارة الى ان الوطن اثمن واشرف واغلى من كل حبر ولا شيء يرويه الا دماؤنا التي تسيل على وهاده ووديانه وتعطر بقممه.‏‏

وحده الجندي العربي السوري هو اليقين ووحدهم الشهداء من كتب وعزف اروع ملاحم المجد في سياق ما احاق بالوطن من محن واسال من حبر، استوقفني عملان هامان الاول بعنوان: مراجعاتي في الثقافة والسياسة والمجتمع والدين للاستاذ الدكتور نزار ابراهيم وربما تكون المراجعة الثامنة هي الملخص والحقيقة والعطر الذي يجب كل عطر قبله يقول وتحت عنوان تهافت الفيلسوف التائه وموت المثقف يقول مستشهدا بقول لينين: المثقفون هم اقدر الناس على ارتكاب الخيانة لانهم الاقدر على تبريرها ويذهب الى اقتباس ما قاله ساركوزي يوما ما قال: اننا في زمن لم نعد فيه بحاجة المثقفين ولكن ترى هل يعرف المثقف انه اصبح بلا دور ولذلك يبيع نفسه ام هو الذي يضع نفسه حيث يرى وعليه تقع مسؤولية مافعل لاعلى الدور الذي سلب بل من قال ان الدور يمنح او يعطى ولا ينتزع انتزاعا؟‏‏

لقد اعجبني من هذه المراجعة تصنيف الباحث للمثقفين وتسميته احد انواعهم بالنطاط نعم النطاط اليس هذا الذي نعاني منه ونعيشه ؟ يقول دكتور نزار ابراهيم: المثقف البهلوان او النطاط في كل عصر او زمان يطفو على السطح ويفوش مثقفو كفة الصراع التي تربح وتفوز من اصحاب نظرية ومنطق معهم معهم عليهم عليهم، والمهم اولا واخيرا المال وعمره ما حدا يربح. هناك سمات تسم حال المثقفين وتضفي عليهم وعليها ملامح تعرف بها وبهم وسمة مثقفي زمننا البهلوانيين الراقصين النطاطين على الحبال وتبديل الطرابيش ببراعة انهم كانوا دائما حاضرين وموجودين وكانت هذه هي الثقافة الرسمية والنموذجية المعتمدة لعصر الاميركان وهم الكذب المتأصل صورة وصوتا واخراجا منغمسون بالفتن والرياء.‏‏

ومع ان الباحث يذهب بعيدا في الالم والمعاناة ويرسم بالدم والحبر ما كان لكنه مؤمن بسورية بالوطن بالغد وبان ما كان ليس الا غسلا للادران نزار ابراهيم في معموديته النابضة بنار الوطن وجوهره ينزف وحقنا ان ننزف ولكن ما اعظم نزف الدم امام ما ننزفه وهذا اضعف ما يمكن ان يكون من كلمات امام كبرياء الوطن والشهادة وعلى التوازي يرسم قصي ميهوب بحبر لعيون لوحة النصر القادم ويبرع في فضح عهر الاعراب يبرع لحتى تظنه الحطيئة يهجو ولكنه العاشق للوطن انه المتزنر بكبريائه الناهض من تخوم الضوء ليعتصر عناقيد الشعر في جديده كاسك ياجمل ولنا عودة الى نبضه قريبا لكن لابد من صرخته وهو القائل: واعرف اني بأرض العروبة سأذبح الفا واحرق الفا واغرق الفا‏‏

وشعري يصاب بداء الجرب بأرض العرب‏‏

عزائي اني ابن الجبال بكرمة حبي خلقت الجمال خيال الخيال‏‏

سكبت المدى فويق الندى عصرت الطلل بخمر الجبل‏‏

صديقي‏‏

صديقي الجمل‏‏

d.hasan09@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية