تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العمل الإغاثي.. لنعلم المحتاج الصيد

مجتمع
الثلاثاء 17-6-2014
نيفين عيسى

«مكافأة الأشخاص على عمل قاموا به يشجعهم على النجاح والعطاء وتدريب وتطوير الذات ولاسيما إذا كان هذا العمل يسهم في بناء المجتمع والفرد ،وكان هؤلاء الأشخاص لديهم القدرة على التعلم،ولكن غالبا» ما تقتضي الحاجة لمساعدة البعض ممن أجبرتهم الظروف لطلب العون والمساعدة نتيجة معاناة معينة

وذلك يمكن أن ينعكس عليهم سلبا»فيما لو استمروا بالاعتماد على ذلك ،إذ إنهم بعد فترة معينة يميلون للاسترخاء والاعتماد على الغير،وبذلك نكون قد ساهمنا بشكل غير مباشر بضررهم ،وجعلهم غير فاعلين لأننا لن نستطيع مواصلة هذا العطاء سواء كان ماديا»أو معنويا»،فمثلا» إعطاء المال لمتسول أو عاطل عن العمل يشجع كل منهما مواصلة التسول،والتقاعس عن البحث عن عمل، وبالتالي الاستعانة الدائمة بالغير لذا لا بد من تقديم هذا العون لأي من أصحاب الحاجة بطريقة أخرى.‏

ونحن كأفراد من المجتمع السوري لدينا الرغبة في مساعدة المحتاجين والمنكوبين والمستغيثين, لأن ذلك من الشائع في ثقافتنا وعاداتنا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا, وهو مبدأ عام في الديانات السماوية التي نعتنقها، وربما يجعلنا ذلك نشعر بحالة جيدة،لدرجة أن بعض الاختصاصيين يشيرون إلى أننا نقدم على تلبية احتياجاتنا الخاصة، وليس احتياجات المستفيدين،والمنهج الذي نتحدث عنه هو منهج التمكين الذي يعتبر أن الأعمال الخيرية بطريقة متواصلة غير سليمة كليا»، لأنها تزيد الفقر وتضمن استمراره، وهذا يضر المستفيدين, والغرض من هذه المنهجية هو تمكين المجتمعات المحلية للقضاء على الفقر من خلال العمل معهم من أجل إنهائه، والاعتماد على أنفسهم، ليصبحوا أقوياء من خلال تفعيل أدوارهم في مجتمعاتهم الصغيرة.‏

«علي مقداد» ناشط في مجال العمل الإغاثي الميداني قال: تتسابق المنظمات الدولية والجمعيات غير الحكومية والفرق التطوعية بطرق تحركها العاطفة الى تقديم المساعدات الاغاثية الانسانية التي تتجلى بالطعام واللباس وغيرها من الحاجات الأساسية بشكل متكرر بعضها يومي والآخر شهري ، وربما فصلي أو سنوي ،ولكنها تستمر بتقديم المساعدة دون انقطاع ودون التوقف للحظة والسؤال: إلى متى..؟؟.»‏

إن مجرد توفير الموارد للمجتمعات الصغيرة في مراكز الإقامة المؤقتة يشجعهم على المزيد من الاعتماد على نفس مصدر تلك الموارد للتنمية المستدامة للمجتمع،وتحسين الاعتماد على الذات يتطلب أن يستخدم المجتمع موارده الخاصة وذلك يتطلب ان تبدأ هذه المنظمات والجمعيات وغيرها بتفعيل دور هؤلاء المستفيدين بدلا من تقديم المساعدة (عالجاهز) دون أي عناء , وتختلف طرق تفعيل دورهم بحسب المهارات التي يمتلكونها وبحسب أعمالهم السابقة، وتابع قوله إن مراكز الإقامة المؤقتة غنية جدا» بفئة «الشباب والرجال»ممن هم بحاجة الى عمل أو تعلم حرفة أو مهنة قد تساعدهم على تفعيل دورهم داخل او خارج مراكز إقامتهم المؤقتة ، وأضاف:ظهرت مؤخرا» محاولات من البعض لتمكين الأفراد ضمن هذه المراكز ومساعدتهم على الاعتماد على ذاتهم واستثمار مواردهم وإمكانياتهم وطاقاتهم بدلا من انتظار المساعدة من أحد، ولكنها لم تستطع النجاح بشكل كامل والسبب هو الفقر الشديد للخبرات الاكاديمية في هذا المجال, إضافة الى ضعف في البرامج التي يتم تطبيقها ضمن هذه المنهجية التمكينية،‏

وتابع :ان هدفنا هو التنمية المستدامة والحد من الفقر و الاعتماد المجتمعي على الذات، داخل مراكز الاقامة المؤقتة وخارجها المعدومة الدخل و نريد أن نساعد, لكن المساعدة يمكن أن تكون خطيرة، بل يمكن أن تسهم في الفقر، الركود والتبعية.. ومانحن بحاجة إليه هو فهم طبيعة الفقر وطبيعة التنمية والإغاثة على نحو أفضل، بحيث نكون قادرين على تقديم مساعدة حقيقية ، والتي تسهم في رفع الاعتماد على المزيد من المساعدة، ولا نساهم في استمرار الفقر والتبعية والحاجة وغيرها الكثير مما قد يجعلنا نعتاد على أخذ السمكة دون تعلم كيفية اصطيادها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية