|
رسم بالكلمات أبادره السلام من السطور، يردُّ بالصوت البعيدْ. يا صاحبي أين المرايا في صفير الحزن؟! أين كناية الأسماء؟! أين حقيقة الأشياء؟! أين دموعك البلهاء يا وطن الجليدْ. هذا المساء رسائل الشوق الحزينة، ضائع ٌ قلبي هنا، يمضي بعيدا ً لا يعودْ. لا صورة ً فيه تخاصمني، ولا يرمي المفاتيح القديمة تحت أرجل رقصة السيف المرصّعة الصديدْ. أمّا أنا والليل موعدنا، أسافر في عيون ٍ تسرق السحر الخجول، وأشتهيك، برغبتي أنشودةٌ، لصدى الجنازير التي قدْ (أزّزتْ) فينا الحديدْ. هذا المساء ووجهك الفضيّ يختال، الصدور على الصدور، وفي الشفاه قصائد الفجر العتيقة، والرؤى همس ٌ جديدْ. نامي على كفني، فقدْ أصبحتُ أكثر جرأة ً من هزّة الخصر الذي يعلي أغاني الليل، واللحن الشريدْ. هذا المساء يفسّر الأوجاع من نظر الكآبة والصبابة، شوقنا المبحوح، أيضا ً وجهنا الممروغ بالبطلان، صار منارة ً للقادمين من النشيدْ. شبق التحام مشاعري، شبق التصاق السرّ، يا ليل الخرير من الفرات، عرفته ليل الضفادع خارج المألوف، والأصوات أكثر لحمة ً منّي، ومن نار الوريدْ. هذا المساء الموت يتعبني، ويلقيني على الأرض الحبيبة فضيحة ً، لا أبتغي الممنوع، لكنْ أنت مرآة النوايا، أنت ما قلبي يريدْ. هذا المساء الكهل يبلعني، تعالي واحمليني فوق أكتاف الخطايا لذة ً، جرح الصباح أصابعي، وتناوب المسلوب والمنهوب في تهميش أغنيتي، سكبتُ من الشفاه سموم قاتلتي، قتلتُ على التمنّي مرّتين، تناثري، ذوبي على جسدي لظاك بلا حدودْ. لك ما يشاء العطر من لمس الأنوثة، يسلخ الكلمات من أوراقها، ويقطّع الأشجان من أوتادها، ويعود منكسراً على سفن الفراغ، يعود قبلك هامش الإحساس يجرفنا إلى خيط النهاية لقمة ً بفم المآسي والوعيدْ. تتراكم الأحلام فوق صدورنا، فنجوع، نحتبس، الفواصل لا تهمُّ عنيننا، والجارح المهووس يسألنا عن التفصيل في الذبح البليدْ. هذا المساء الكفر ينجبني صباحا ً شارداً، من رغبة الإنشاد، زقزقة العظام أنا، وتابوت الأماني، والتواريخ المسيئة موطني، شرفي الجليل يداعب العهر الظريف، أنا السنابل قبل تعليف الرغيف، أنا البلابل قبل تعتيم الرصيف، أنا اصفرارٌ شاحبٌ قبل الحفيف، أنا النداء فعانقوني يا عصافيري البعيدة، أعبر الصيف الحريق، فأين مذبحتي؟! وأين تقدّمي وتراجعي؟! أين السنابل يا حصيدْ. هذا المساء الحزن يأكلني، فمن شاء البقاء بهاجسي يبقى هنا، ويساءل الأحكام يا ...... ماذا تريدْ؟! ماذا تريدْ؟! |
|