|
ثقافة ومن ابرز الانجازات التي حققتها هذه السينما حصول الفيلم الأرجنتيني (سر العيون) على جائزة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية في الدورة الـثانية والثمانين لجوائز الأوسكار، ليصبح ثاني فيلم أرجنتيني يفوز بالجائزة بعد فيلم (القصة الرسمية) عام 1986. ولفتت الموجة الجديدة في السينما الأرجنتينية نظر النقاد في مهرجان كان، وعرض «كرانشو» لبابلو ترابيرو ضمن تظاهرة نظرة خاصّة. كما شاركت المخرجة لوكريسا مارتيل مرتين في المنافسة الرسمية للمهرجان بفيلمي (لانينا سانتا) عام 2004 و (امرأة مقطوعة الرأس) عام 2008. ونال الفيلم البرازيلي «ذي ايليت سكواد» جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين الثامن والخمسين للمخرج جوزيه باديلا. وقبل مهرجانات كان وبرلين وجوائز الأوسكار، كان لمهرجان دمشق السينمائي قصب السبق في تبني سينما أميركا اللاتينية منذ دورته الأولى في عام 1979، بل تعود المشاركة في مهرجان دمشق إلى عام 1972 عندما شاركت بوليفيا بفيلم دم الكوندور وشاركت كوبا بأفلام هي لوسيا وذكريات التخلف ومغامرات جوان جوان. ويقوم اهتمام مهرجان دمشق بسينما أميركا اللاتينية على أرضية قوية, فرغم بعد المسافات بين دمشق وتلك البلاد.إلا أن عوامل كثيرة مشتركة تجمع بين العرب وشعوب أميركا اللاتينية,وفي مقدمتها وجود مواطنين في تلك البلاد ينحدرون من أصول عربية,ومنهم سينمائيون لهم شهرتهم، كالمخرج التشيلي ميغيل ليتين وابنه الذي يحمل الاسم ذاته, وقد حل المخرجان ضيفين على المهرجان,والمخرج الأرجنتيني نيقولاس سركيس وهو من أصل سوري وشارك في المهرجان مرتين,ونذكر المخرج البرازيلي السوري الأصل سيرجو ريكاردو 1962وقد دعته مؤسسة السينما ليخرج فيلم (طائر القرية) في عام 1964. وحقيقة فإن هذه السينما الجميلة كانت غائبة عن الشرق العربي,ويعد مهرجان دمشق أول نافذة على أفلام أميركا اللاتينية على المنطقة العربية، وحتى النوادي السينمائية لم تكن تستطيع جلب أفلام من تلك البلاد، ولم تزد معلوماتنا عن تلك الأفلام إلا ما يكتب عنها في الصحف. ومن المناسب أن نستعرض مشاركات أميركا اللاتينية في دورات مهرجان دمشق السينمائي,ونذكر معها المشاركة الكوبية، ونخص بالعرض الأفلام الروائية الطويلة, مع الإشارة إلى مشاركة كبيرة لهذه السينما في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة والتسجيلية. كانت الإطلالة الأولى لسينما أميركا اللاتينية في الدورة الثانية لمهرجان دمشق عام 1981، حيث أضيف اسم القارة إلى الأقطار المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان,وتم تعديل لائحة المهرجان ليصبح من أهدافه تدعيم الاتجاهات الجادة في السينما الآسيوية وأمريكا اللاتينية. وتمثل سينمائيو أميركا اللاتينية في الدورة الأولى للمهرجان بشخص المخرج الكوبي أنريكو بارنيت عضو لجنة التحكيم,وفي الدورة الثانية 1981 ضمت لجنة التحكيم المخرج الكوبي سانتياغو الفاريس وشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فيلمان من كوبا هما (الباقون الأحياء) ونال ذهبية المهرجان وفيلم (أنشودة عن تشيلي) لأومبرتو سولاس. وفي الدورة الثالثة 1983 ترأس لجنة التحكيم المخرج الكوبي سيرخيو خيرال بالانتخاب,ونال البرونزية الفيلم الكوبي (الغبار الأحمر)، كما شاركت الأرجنتين بفيلم (رجل الطابق الأرضي) لنيكولاس سركيس. وفي الدورة الرابعة للمهرجان 1985 نال البرونزية الفيلم الكوبي (الحد الفاصل). وفي الدورة الخامسة 1987 ضمت لجنة التحكيم المخرج الكوبي غيرمو اورلاندو روخاس,ونال الذهبية الفيلم الكوبي (رجل ناجح) ونال مصوره ليفيو ديلغارو جائزة أفضل تصوير. وفي الدورة السادسة 1989نال البرونزية الفيلم الكوبي (حب في حقل ألغام) لباستور فيغا. وضمت لجنة تحكيم الدورة السابعة 1991 الممثلة الكوبية ديزي غرانادوس, ونال الذهبية الفيلم الكوبي (ممثلون بدلاء) ونالت ممثلته لويزا نوبوتو جائزة أفضل ممثلة. وفي الدورة الثامنة 1993 كان في لجنة التحكيم المخرج الكوبي اوكتافيو كورتازار,وفاز بالذهبية الفيلم التشيلي (الحدود),ونالت الممثلة الكوبية ميرتا ايبارا أفضل ممثلة دور ثان عن فيلم (أكاذيب محببة). وسجلت الدورة التاسعة 1995 مشاركة ملحوظة من سينما أميركا اللاتينية, فترأس لجنة تحكيم المخرج التشيلي ميغيل ليتين, وشارك ميغيل الابن بالفيلم القصير (اسفلت بدون اتجاه) ونال أفضل عمل أول,وشاركت تشيلي بفيلم أمنيسيا لغونزالو جوستينيانو لينال الذهبية ونالت بطلته مارتسلا اوسوريو أفضل ممثلة دور ثان,وحضرت كوبا بفيلم (الفيل والدراجة) ونال الفضية, وفنزويلا بفيلم (روريما) والأرجنتين بفيلم (فوكندو) لنيكولاس سركيس,والبرازيل (كارلوتا)ونال أفضل سيناريو. وفي الدورة العاشرة 1997 ضمت لجنة التحكيم المخرج الكوبي اومبرتو سولاس,ونال الذهبية الفيلم البرازيلي (تييتا الأغريستية)، وحضرت فنزويلا بفيلم (حياة واحدة ومساران)وكوبا بفيلم (الموجة) وكان في عداد لجنة تحكيم الدورة الحادية عشرة 1999 المخرج الفنزويلي رومان تشالبو، واشتركت كولومبيا بفيلم (الدَّيْن)ونال البرونزية, وفنزويلا بفيلم(لصوص صغار، لصوص كبار) ونالت الممثلة التشيلية تمارا أكوستا أفضل ممثلة عن فيلم (الانتقام). وضمت الدورة الثانية عشرة 2001 في لجنة التحكيم المخرجة الأرجنتينية كريستينا فاسولينو,وشاركت البرازيل بفيلم (ذكريات ما بعد الموت) وتشيلي بفيلم (تتويج). وفي الدورة الثالثة عشرة 2003حضرت الأرجنتين بفيلم (الحكايات الأدنى) لتنال البرونزية، وفنزويلا بفيلم (ريشة كبير الملائكة). وفي الدورة الرابعة عشرة 2005نال الذهبية الفيلم الأرجنتيني (سماء صغيرة). وفي الدورة الخامسة عشرة 2007 نال الممثل الأرجنتيني خوليو تشافيز أفضل ممثل عن دوره في فيلم (الآخر) وشاركت فنزويلا بفيلم (فوق الحافة) والبيرو بفيلم (المحاكمة). وفي الدورة السادسة عشرة 2008 حاز على أحسن إخراج المخرج كارلوس مورينوتس عن فيلم (كلب يأكل كلبا)، كما حاز في الدورة السابعة عشرة 2009 على الجائزة ذاتها المخرج البرازيلي ماركو بيتشي عن فيلم (مراقبو الطيور). كانت تلك إشارات مختصرة عن مشاركات سينما أميركا اللاتينية في مهرجان دمشق السينمائي,حيث نجد حضورا دائما لهذه السينما في المهرجان وحصدت فيه الكثير من الجوائز,متقدمة على أفلام من دول ذات شهرة سينمائية عالية,وما ذاك إلا للعلاقة الودية الطيبة والتقارب بين شعبنا وشعوب تلك المنطقة في مختلف الجوانب. |
|