|
ثقافة وهاهي أوركسترا الجاز السورية عبر مشروعاتها الفنية المتعددة وأعمالها ومطواعية تشكيلها تزاوج بين الموسيقا العالمية ومفردات الموسيقا المحلية لخلق حالة فنية متفردة واتجاه فني خاص إذ يؤكد القائمون عليها دوماً أن طموح نتاجاتهم أولاً وآخراً تقديم العمل الفني المتميز والتطوير لمهاراتهم وخبراتهم ثم التأكيد لحضورهم عالمياً في هذا المجال، وقد أكد ذلك المدير الفني لأوركسترا الجاز السورية وعازف الغيتار فيها الأستاذ (هنيبال سعد) في ردوده على أسئلة تخص الفرقة وأعمالها وحفلاتها ومشروعاتها الحالية والمستقبلية. < ماذا عن نشأة الأوركسترا ولاسيما أنها أنجزت الكثير من الأعمال؟. << بدأت أوركسترا الجاز السورية مسيرتها منذ أكثر من ستة أعوام على يد مجموعة من الموسيقيين السوريين المعروفين وبالتعاون مع موسيقيين عالميين مشكلين بذلك أول أوركسترا جاز كاملة في العالم العربي حيث تمتعت بتشكيل نموذجي عالمي تشترك فيه جميع فرق الجاز العالمية وهو 4 ترومبوت/4 ترومبيت/ 4 ساكسوفون/ توبا/غيتار/ باص/ بيانو، وهذا التشكيل المرن يجعل من الممكن للأوركسترا دعوة عازفين منفردين عالميين بالإضافة لآلات غير اعتيادية مثل العود والقانون والناي فتأسيسها المتين جعلها أول أوركسترا جاز في الوطن العربي وآلية تشكيلها تلك جعلها سهلة الاستجابة لمتطلبات التعاون مع فرق الجاز العالمية الأخرى مثل التعاون مع الأوركسترا الألمانية NDR وغيرها، ولابد من الذكر أن التأسيس الناجح لأوركسترا الجاز السورية جذب الاهتمام إلى هذه الموسيقا وبرهنت من جهة أخرى على أن الفرقة كانت حاضنة حقيقية للمواهب السورية في مجال موسيقا الجاز عبر إيجاد فرص عمل لكثير من الموسيقيين السوريين. < هل هذا يقارب في أن تكون الأوركسترا كمؤسسة لتنمية المواهب والقدرات الموسيقية في هذا السياق؟. << بالطبع لأنه في الوقت الذي بدأت فيه موسيقا الجاز تتمتع بشعبية واسعة عند الجمهور في سورية كان غياب مؤسسات التدريب والتأهيل عقبة في وجه إيجاد مستوى رفيع للجاز ومع تأسس أوركسترا الجاز السورية دعي العديد من الموسيقيين والمؤلفين من أصحاب الشهرة العالمية ليقدموا موسيقا الجاز في سورية التدريبات وورشات العمل اللازمة نذكر منهم /أماديس دنكل/ كارلبرغ/ دانييل بلان/انطونيو/ كلين/ وكلهم موسيقيون مهمون على مستوى العالم وللتأكيد على رغبة الأوركسترا في المضي قدماً في خطة بناء القدرات فقد دعت جميع موسيقيي الجاز في سورية للعمل معها وبهدف إغناء تجربتهم الموسيقية ورفعها إلى مستوى أعلى وأفضل أصبحت الفرقة تتمتع بخبرة عالمية ومتدربة بالشكل المتميز الذي يؤهلها على العمل مع أي قائد عالمي. < ماذا عن مشاركات الأوركسترا وإنجازاتها على أرض الواقع وما مشروعاتها الفنية؟. << حققت أوركسترا الجاز السورية أعلى تقدير عندما شاركت على مدى عامين مع الأوركسترا الوطنية وكورال المعهد في مشروعين طموحين في مهرجان فرح سورية، والحفل الضخم في احتفالية دمشق وفي /بصرى/ ومشاركتها الدائمة في / الجاز يحيا في سورية/. كما شاركت في أهم المهرجانات العالمية المعنية بموسيقا الشرق الأوسط في ألمانيا وستقدم حفلة في هولندا وفي النمسا وسيشارك أعضاؤها في ورشة عمل عالمية ومن جهة أخرى ستطلق أوركسترا الجاز ألبومها الأول في حفل ضخم في دمشق سيكون نتيجة لسنوات من العمل الفني والمبدع وثمرة لتعاون مع موسيقيين عالميين وهذا تتويج لمشروعات واسعة وجهود خلاقة استمرت وحققت العديد من الإنجازات على أرض الواقع، دون أن ننسى أن أعمال الأوركسترا تتجاوز الحفلات الموسيقية أو الإنتاج الموسيقي المشترك مع /الأوركسترا العالمية/ لتقيم ورشات عمل ستساهم في إغناء وتطوير تجربة أوركسترا الجاز لرفع مستوى أدائها ورفع مستوى الجاز السوري عامة ليحوز على سمعة عالمية. < كيف تتميز أوركسترا الجاز السورية حين يلتقي الجاز الكلاسيكي مع الموسيقا السورية والشرقية؟. << تميزت الأوركسترا بتقديمها لأكثر من 40 عملاً في مجال المجاز الكلاسيكي للعديد من المؤلفين العالميين على اعتبار أن موسيقا الجاز الكلاسيكية تشكل منطلقها الأساسي فهي تعمل باستمرار على تطوير قدرات موسيقييها ومهاراتهم في هذا المضمار، والعلامة المميزة لأوركسترا الجاز هو سعيها لخلق ريبوتوار جاز غني متجدد يعتمد على الموسيقا السورية والشرقية وعلى تقديم أعمال تراثية شرقية محببة ووفق رؤية جديدة حيث قدمت الأوركسترا توزيعاً موسيقياً جديداً لموسيقا سورية وشرقية مثل/ جفنه علم الغزل/ أنا والعذاب وهواك/ وسلام من صبا بردى/ سليمى، وأيضاً مجموعة من الموشحات التراثية إضافة إلى موشحات سورية من تأليف عدنان أبو الشـــامات مثـل: هاتها ياصاح/ ومن تأليف عمر البطش، كما قدمت توزيعاً جديداً لموسيقا تراثية من تأليف عبد السلام سفر /وقالت الأرض/ من أشعار أدونيس وغيرها الكثير. < كيف تعمل الأوركسترا على صياغة هويتها الخاصة؟. << لابد من القول إنها قدمت تجارب تجمع بين موسيقا الجاز المعاصرة والموسيقا الشرقية وأكدت منذ بداياتها على إيجاد هويتها الخاصة بتقديم مؤلفات خاصة بها من جهة وتقديم تجارب جديدة تسعى لربط موسيقا الجاز بالأنواع الموسيقية المختلفة بالتراث، هذا /الريبوتوار/ الموسيقي الفريد سرعان ما أصبح العلامة الفارقة لأوركسترا الجاز السورية وتحولت لتكون مؤسسة موسيقية لها قاعدة صلبة تسمح بتبني وتطويع الأنواع والأســـــــاليب الموســــــــيقية المتعددة/ موسيقا العالم، موسيقا غربية كلاسيكية ومعاصرة، موسيقا تراثية عربية وسورية وغيرها/ من دون أن تمس أصولها ولتظل أوركسترا ملتزمة بتقديم موسيقا جاز كلاسيكية معاصرة ومجددة. أما القائد الموسيقي للأوركسترا الفنان (ناريك عباجيان) يتضمن برنامج الأوركسترا في أي خطوة من خطواتنا أو نتاجاتنا خارج سورية وداخلها أعمالاً سورية إذ نحاول من خلال الأوركسترا إثبات حضورنا في الساحة الفنية العالمية كي نكون متواجدين ضمن حوارات الحضارات عبر الاتقان لمفردات تحاكي العوالم الأخرى بمهارة وقد تواجدنا كـ «أوركسترا جاز» في المهرجانات الدولية لتقديم أعمال تخص المجتمع العربي والشرقي وهي فرصة كي نظهر مقدرة المجتمع السوري على مجاراة المجتمعات الأخرى في المجال الفني والحضور الثقافي دون أن ننسى مشاريعنا الفنية هنا لرفع الذائقة الفنية من خلال مشروعاتنا الموسيقية المستمرة والجدير ذكره هنا مشاركة الفرقة وعناصرها بـ «مشروع موسيقا على الطريق» الذي يعتبر حالة رائعة تذهب إلى الجمهور أينما كان كمحاولة ومشاركة في خلق ذائقة جمالية عامة نسعى كفرقة للمشاركة في صنعها. |
|