تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سوط الاستملاك

حديـــث الناس
الأثنين 28-6-2010م
فوزي المعلوف

سوط الاستملاك في دمشق وطرطوس واللاذقية ترك أثاراً سلبية على شريحة واسعة من المجتمع، فقد ألحق الغبن بأصحاب الحقوق لجهة تقدير قيمة العقارات والعرصات الواقعة ضمن حيز الاستملاك، ففي حين قدرت قيم الاستملاك منتصف السبعينيات من القرن الماضي فإن تلك القيم تم تسديد جزء بسيط منها مؤخراً والجزء الأكبر لم يسدد ولا أحد يعرف ماذا سيحدث مستقبلاً!!

ثلاثة عقود ونصف بين تحديد القيمة وتسليم المبالغ للمستحقين.. ماذا يعني؟! بكل بساطة العقار الذي قدر انذاك ببضعة آلاف، الآن يستحق بضعة ملايين، يؤخذ من المواطن ببضع آلاف ليعطى لتاجر أو مستثمر ببضع ملايين.. وأين وجه الحق؟!‏

الاستملاك ومفاعليه لا يتوقف عند المبلغ الزهيد الذي يودع في حساب اصحاب الحقوق وانما الطريقة التي وضعت فيها الاشارة الاستملاكية، ففي دمشق على سبيل المثال استملاك قاسيون شمل منطقة تمتد من معربا مروراً بركن الدين والمهاجرين، ووضعت على الصحيفة العقارية دون التدقيق على أرض الواقع أما الشريط الساحلي في طرطوس واللاذقية فامتد الاستملاك بطول 70 كم وعمق 3 الى 5 كم.‏

استملاكان يطولان مساكن ومصدر رزق نحو مليوني نسمة وكلاهما يفتقدان للمسوغات المنطقية فالمنشآت على الساحل تبنى على بعد امتار وليس كيلو مترات تبلغ أخصب المناطق الزراعية، وبدمشق لا يمكن اقتلاع مليون نسمة لاقامة بضع منشآت سياحية يمكن لحظها بأي موقع آخر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية