|
إضاءات يركز من خلاله على فكرة أن وقوع أي حرب في العالم هو مؤشر سلبي على الدور القيادي لأميركا على الصعيد العالمي وقصور في سياساتها وتعاطيها مع الملفات الساخنة، ويرى الكاتب أن صورة أميركا قد تشوهت على الصعيد الدولي ولابد من العمل على تحسينها، ويرى في وصول رئيس أميركي بمواصفات جديدة إلى سدة البيت الأبيض خير وسيلة لذلك، وعلى هذا اعتبر الكثير من المحللين السياسيين أن كتاب «ويلكي» قد ساهم بشكل كبير في وصول أوباما لمنصب الرئيس فهو أول رئيس أميركي من أصول شرقية كسر نظرية (الواسب) التي جرت العادة أن تحكم مواصفات أي رئيس أميركي وهذا ما أثلج صدور الملايين من الآسيويين والأفارقة الذين رأوا في وصوله لسدة الرئاسة فتحاً جديداً في السياسة الأميركية تجاه العالم، خاصة أن أوباما المرشح قد قدم نفسه للأميركيين والعالم على أنه يمثل التغيير ليس في الشكل بل في المضمون وتعزز ذلك بعد الخطابات التي قدم بها نفسه سواء في أنقرة أم القاهرة ولقيت استحساناً غير مسبوق في الأوساط الإعلامية والسياسية والشعبية على المستوى العالمي. علامات استفهام كبيرة أثيرت حول قدرة الرئيس الجديد على ترجمة أقواله إلى أفعال من أولئك الذين هم على معرفة دقيقة بالديناميات التي تتحكم بالسياسة الأميركية وتضبط إيقاعها الخارجي وهي منظومة معقدة من المصالح ومراكز القوى والمؤسسات مضافاً إليها وسائل الإعلام وقوى الضغط واتجاهات الرأي العام. ولعل ما يهمنا نحن العرب قضيتنا المركزية وصراعنا مع عدونا التاريخي الكيان الصهيوني حيث يشكل الموقف الأميركي منه نقطة الاختبار الأساسية لمدى جدية الرئيس الأميركي وطاقمه السياسي في إحداث تغيير حقيقي في السياسة الأميركية على الصعيد الدولي انطلاقاً من حقيقة أن ما يسمى مشكلة «الشرق الأوسط» كانت على مدى سبعة عقود أكثر القضايا سخونة بسبب طبيعة الصراع ومضامينه والمصالح الاقتصادية والسياسية للقوى الكبرى في المنطقة كونها الخزان النفطي والروحي حيث تهفو إليها قلوب المؤمنين من كل الديانات وتسيل ثرواتها لعاب الطامعين بها من كل حدب وصوب. إن المتابع للسياسة الأميركية في منطقتنا يزداد قناعة أنها لم تخرج عن خطها المتماهي مع المصالح الصهيونية منذ قيام الكيان الصهيوني وحتى الآن وإنها محكومة بعقيدة إستراتيجية صهيونية أميركية لم يستطع أي رئيس أميركي الخروج عنها سواء رغب في ذلك أم لم يرغب إلى درجة أن المتابع السياسي يقع في حيرة حقيقية في تحديد أيهما القامة والظل، وهل أميركا هي «إسرائيل الكبرى» و«إسرائيل» هي أميركا الصغرى؟ وهذا ليس من باب التلاعب بالمصطلحات بل حقيقة تؤكدها اتجاهات الأحداث بالمنطقة فكيف نستطيع أن نفهم أن سياسياً أميركياً يحتل موقعاً مهماً في المطبخ الاستراتيجي يقول: إن السلام في منطقة الشرق الأوسط مصلحة أميركية تمس الأمن القومي الأميركي، ثم تخرج وزيرة الخارجية الأميركية بعد عدة أيام لتقول: إن أمن «إسرائيل» وسلامتها من ثوابت السياسة الأميركية وهي تدرك تماماً أن حكومة «إسرائيل» هي التي تعطل عملية السلام والأكثر من ذلك تحاول جر المنطقة إلى الحرب بادعاءاتها المتكررة والكاذبة بنقل أسلحة من سورية إلى حزب الله ما يستبب - على حد زعمها - بتهديد أمن «إسرائيل». لقد عرى الموقف الأميركي من الكيان الصهيوني الرئيس أوباما من كل ما ادعاه قبل وبعد وصوله للبيت الأبيض من أنه سيحدث تغييراً حقيقياً في السياسة الأميركية تجاه دول العالم يؤسس على حوامل جديدة قاعدتها المصالح المشتركة لدول العالم وحقها في العيش بأمان ورفاه، وآلياتها الحوار لا التهديد وذلك بتبني حكومته وجهة نظر الكيان الصهيوني وتوفير الغطاء السياسي والدعم العسكري والاقتصادي له. إن عصر الخداع الأميركي للعرب يجب أن ينتهي وهذا مع الأسف ما لم يتحقق حتى الآن بدليل أن بعض القادة العرب لا يزالون يلهثون وراء السراب الأميركي متناسين أن الكيان الصهيوني منذ ولادته وحتى الآن لم ولن ينقطع عنه الحبل السري الأميركي فإسرائيل هي الثابت في السياسة الأميركية وأي رئيس أميركي سواء أوباما أم غيره هو المتحول فما آن الأوان للعرب كي يحفظوا هذا الدرس؟ |
|