|
أبجــــد هـــوز ولنا أن نتخيل مواطناً من مستحقي الدعم المادي للمازوت مكافأة له على فقره، وهو لا يعلم إن كانت ستتكرر في السنة القادمة لتصبح صدقة جارية، أم إنها لمرة واحدة في العمر، وإن هذا المواطن قد ابتلاه القدر ببعض الهوايات الآثمة بالنسبة لأمثاله، كالحلم بسيارة فوق الـ1600 سي سي وربطات العنق (البيركاردان) وقداحات (الديبون) الأصلية والويسكي (البلوليبل) وطالع مع سمك السلطان إبراهيم، فهذا الرجل إن كتم هواياته في قلبه فسوف ينطوي على نفسه ويذوي ويذبل شيئاً فشيئاً ويتحول إلى شخص غير فاعل في المجتمع، وتتفاقم مصيبته إذا كان غير قادر على قرض الشعر للتنفيس عن بلواه كالشعراء العذريين، وتصعيد ميوله الكامنة في نفسه الخاطئة، أما إذا كان لسانه من النوع الفلتان والبواح بمكنونات نفسه فإنه سيصبح مسخرة بين قومه وعشيرته، ومدعاة للاستهجان بين العربان. غير أن الأمر متاح للثري أن يتماهى بالفقراء، فيدخل المطعم ليطلب صحن مجدرة وفحلين بصل مع المشروب الوطني الميماس أو الريان، أو يلبس شحاطة مع بنطلون جينز مهترىء وهو مطمئن ان المال يحمي صاحبه من اعتداءات المغرضين، وقد لاحظت بعض دور الأزياء الراقية هذه الحالة التي قد تصيب الأغنياء فأنتجت لهم ثياباً مهترئة ومرقعة غالية الثمن لا يقدر الفقراء على شرائها. وهناك بعض الهوايات المشتركة بين الفقراء والأغنياء مثل مباريات كرة القدم، لكن الفرق بين الاثنين هو أن الغني يشتري بطاقة فك التشفير، والفقير لا يستطيع، والهواية الأخرى المشتركة هي الشرود، غير أن الغني المسكين ليس لديه الوقت ليهدره من أجل هذه المتعة الرخيصة التكلفة. واحد من المتخمين مالياً سأله أحد الصحفيين عن مقدار ثروته فأجاب: في هذه اللحظة أم في نهاية المقابلة؟ فتساءل الصحفي: وهل تتغير الثروة بين ساعة وأخرى؟ أجاب: نعم، فماكينة المال شغالة 24 ساعة على 24 ساعة، وسئل أحد الموظفين من رتبة نزيه جداً عن مديونيته، فقال: اليوم أم بعد أسبوع؟ فقيل له: وما الفرق؟ أجاب: بعد أسبوع عقد قران البنت، ومانك غشيم عن المصاريف. |
|