|
مجتمع و تقدم أغلى ما عندها من فلذات أكبادها الذين يتمنون الشهادة فينالوها، محولة يوم التشييع إلى عرس وطني تزف فيه الأبطال الميامين المرابطين على جبهات الفخار.
وقوافل الشهداء لم تتوقف منذ بدء الحرب الشرسة على سورية، حيث ودعت مؤخراً الشهيدين طليع حسن صقر، وفداء بهيج صقر، بعد أن كانت ودعت قبلهما أبناء عم الشهيد طليع، وهما أسعد سليم صقر، وفادي محمود صقر، وجميعهم كان لهم شرف الذود عن حمى الوطن، ومنهم من استشهد في دير الزور ومنهم على ذرا جبل الشيخ الأشم دفاعاً عن الأرض والعرض، وكي تبقى راية الوطن خفاقة ترفرف فوق أعتاب المجد. ذوو الشهداء أكدوا أن الشهادة في سبيل الوطن حياة أخرى لا تعرف الموت هي حياة البرزخ، لا بل إنها الخلود، في جوهرها وحقيقتها وتكمن فيها أسمى معاني التضحية والفداء والحب، لكون الحديث عن التضحية والشهادة هو الحديث عن الوطن وكيفية تجسيد عشقه واقعاً ملموساً من خلال تقديم الروح في سبيل طهارته وقداسته وبقائه منيعاً حراً يشمخ بدماء أبنائه الشهداء الأبرار عبر التاريخ.
وعبر والد الشهيد طليع الشيخ حسن صقر بالقول: ما زالت سورية تتعرض لأكبر مؤامرة كونية، ولذا ترى أبناءها يستعذبون الموت ويتمنون الشهادة، ويحلفون بأنهم لن يعودوا إلا شهداء إذا كان هذا ثمناً لتخليص البلاد من رجس الإرهاب الغاصب، ولاسيما أن صون السيادة سيبقى غاية لا تماثلها غاية، وهدفاً يعطي صدى مدوياً. وأضاف أن جيشنا العقائدي هو العين الساهرة على صون كرامة وعزة الوطن والدفاع عن شرفه، وستبقى أرواح شهدائنا أنشودة نتغنى بها ما حيينا، وسنبقى مدينين للشهداء الذين استشهدوا من أجلنا، من أجل أن نعيش بكرامة، وسننحني إجلالاً وإكباراً لأرواحهم الطاهرة على الدوام.
بدوره قال والد الشهيد فداء السيد بهيج صقر: خلال هذه المرحلة التي تقدم فيها سورية قوافل الشهداء نستذكر شهداءنا الذين قارعوا المحتلين، كما تعود بنا الذاكرة إلى أول قافلة في تاريخ سورية المعاصرة، حين أراد الطغاة إسكات صوت الحق الذي علا في أرجاء الساحة العربية ناشراً حركة النضال دفاعاً عن عزة الأمة وكرامتها وهويتها القومية، وها هي سورية اليوم تدافع مرة أخرى عن الحق ضد الباطل، مؤكداً أن قوافل الشهداء سوف تتالى حتى تخليص الوطن من هذا الشر الآثم الذي أرسله لنا العربان مع صناديق الموت الزؤام. وأوضح أن تاريخ أمتنا حافل بدروس الشهادة والملاحم البطولية والانتصارات التي سطرها أبناء شعبنا في ساحات الوطن العربي الكبير وفي سورية، وستبقى صور البطولة في فلسطين وجنوب لبنان والجولان نبراساً للأجيال القادمة. كذلك قال والد الشهيد فادي الشيخ محمود صقر: يجب علينا في هذه الملمة أن نكون أكثر قوة وصلابة، وأشد تصميماً وأقوى عزيمة أمام ما يجري، وخاصة أننا أصحاب حق، حيث أراد أصحاب الفكر الضلالي لسورية أن تكون تابعاً كما يفعلون هم، وكانت عصية عليهم بأن يجعلوها تابعاً، تماماً كما صعب عليهم أن يركعوها، وقال نحن مصرون على المواجهة حتى النهاية، وسوف نقدم المزيد من الشهداء إذا لزم الأمر ليبقى الوطن حراً كريماً.
كذلك عبر والد الشهيد أسعد السيد سليم صقر بقوله: إن الشهداء نجوم الليل التي ترشد من تاه عن الطريق، والشهيد هو الإنسان الذي يبقى حياً في الوجدان، تخجل الحروف في وصفه ولا تعطيه حقه، فتحية ملؤها المحبة والافتخار لكل شهيد قدّم روحه لنبقى نحن، ونوه أن الشهيد أيضاً إنسان يجعل من ذاته جسراً ليعبر الآخرون إلى الحرية، منوهاً بأن الشهيد أسعد أصيب مرتين قبل استشهاده، وأصر على الالتحاق في الميدان ليتابع مهمته بكل قوة ورباطة جأش، وقال الرحمة كل الرحمة لشهداء الوطن الغالي. يذكر أن الشهيد طليع استشهد بتاريخ 22/ 8 / 2017. على الحدود السورية العراقية، و الشهيد فداء 5/10/2017 ريف دمشق - جبل الشيخ، و الشهيد فادي 22/11/2014 وادي بحيران «ريف دمشق» و الشهيد اسعد 6/5/2015 « بدير الزور». |
|