تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يدفع ويركع؟

نقش سياسي
الأثنين 6-11-2017
خالد الأشهب

فبرك أردوغان محاولة «انقلاب على الشرعية» حوّلها إلى متراس أطلق من خلفه كل نيرانه على كل مناهضيه من العلمانية التركية وعلمانييها وأحزابها السياسية

فأصاب وقتل واستأصل وأخلى المكان، مستنداً إلى ميول شعبية دينية طائفية عميقة وواسعة خلفه.. ودون الحاجة إلى الغرب وأميركا والناتو!‏

وعلى خطا أردوغان، وباستبدال غبي لبعض الأدوات والأهداف، فبرك محمد بن سلمان سيناريو مماثلاً «الحرب على التطرف وعلى الفساد المالي والإداري» وحوله إلى متراس وبدأ يطلق نيرانه على كل خصومه ومناهضيه السياسيين من آل سعود بني جلدته الفاسدين مثله.. أي على متراسه، وعلى ميول شعبية وواسعة وعميقة متطرفة فكرياً.. أي على ظهره ورأسه، وحاجته ماسّة إلى العون الأميركي الإسرائيلي الغربي!!‏

وحسب «العقيدة الترامبية» القابضة.. وهي عقيدة أميركية في نهاية الأمر وإن بالغت هذه في فجاجتها، فإن محمد بن سلمان يناسب أميركا اليوم، فهو موال حتى الركوع ويدفع بسخاء، لكن أي أحد آخر من آل سعود يواليها أكثر وأكثر سخاء من ابن سلمان سيكون مناسباً أكثر.. خاصة أن نيران الغيرة والحسد والعزل تعتمل في صدور أمراء الآل كلهم، وأميركا في أول المطاف ونهايته تريد أن تلعب في الخليج دور الصندوق الجامع لا دور المنبر الذائع؟‏

لا حضور لمفردات المساواة والديمقرطية والشفافية، ولا وجود لمفردات الثورة والانتفاضة وغيرها في ثقافة مجتمع رعوي سعودي يسبح في لجج التخلف والتطرف والمال الداشر، وبيت القصيد الوحيد هنا انقلاب داخل خيمة أمراء آل سعود يدفع أكثر ويركع أكثر.. يرضي أميركا ويغذي صواريخها المجنحة وحاملات طائراتها؟؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية