|
مجتمع وهل تزداد الضغوط النفسية والعصبية بشكل ملحوظ في الأجواء الحارة بماينعكس سلباً على مواقف وتصرفات الأشخاص؟ للإجابة على هذه الأسئلة نورد بعض الأمثلة الحية من تجارب الناس ذكوراً وإناثاً ففي التفاصيل: تفيد الأبحاث والدراسات الاجتماعية بأن ارتفاع درجة الحرارة وضيق الأمكنة يرتبط بشكل كبير بزيادة الخلافات الأسرية وحالات الطلاق وهذا مايؤثر بشكل سلبي في العلاقات الاجتماعية والتفتت الأسري وقد يصل الأمر في هذا المجال إلى درجة القسوة والعنف !! فالسيدة آمال أم لأربعة أطفال تؤكد أن سكنها في منزل أهل زوجها له الكثير من السلبيات الاجتماعية بسبب الاحتكاك الدائم مع أهله واخوته وخاصة في فصل الصيف حيث تكثر الجلسات والسهرات ومايستدعي الحديث في بعض الأحيان حدوث المشكلات العائلية بيني وبين زوجي الذي يدافع عن أهله سواء أكانوا على صح أو خطأ وهذا مايسبب لي ضغطاً نفسياً وعصبياً . أما الموظفة ميسون فقد أشارت إلى ارتفاع حالات الانفعال والتوتر النفسي والمشاحنات مع المراجعين أو الزملاء بالعمل وحتى في البيت مع الزوج والأولاد وهذا في فصل الصيف. أما في الشتاء والربيع والخريف فتكون الأمور أقل شدة وأهدأ حسب رأيها . وتؤكد السيدة نور ان زوجها يأتي من عمله متوتراً ثائر الأعصاب وينفعل لأي سبب في أيام الحرارة العالية أما في أشهر الشتاء فالأمر ينقلب رأساً على عقب وتتغير معاملته وتهدأ فرائصه. أما الذكور فلهم رأي يلامس هذه المشكلة بشكل واقعي حيث ذكر السيد معيد ان الرجل الذي يعمل في أيام الصيف يكون جسمه عرضة لدرجات حرارة عالية وبالتالي هذا الشيء يؤدي إلى سرعة الانفعال والغضب ويعود إلى البيت مرهقاً ويبدأ بالمشاحنات مع أولاده وكثرة مطالبهم المعيشية وحدوث التوتر العائلي إلى حد قد يصل إلى العنف. أما في الشتاء والأيام المعتدلة فيكون الوضع النفسي مختلفاً تماماً والانسان مستعداً لتقبل النقاش والمطاليب بشكل أهدأ . وأضاف السيد معروف أنه يسكن خارج منزل أهله وفي الصيف يأتي مع أسرته لزيارتهم وهنا تكثر الملاحظات والانتقادات بين أهله وزوجته وبينه وبين زوجته قد تؤدي إلى ترك الاجازة والعودة إلى المدينة بعيداً عن الخلافات وتلافياً لها . ونحن أمام هذه الحالة الاجتماعية والنفسية التي قد تسبب في انهيار بيت الزوجية في لحظة غضب وانفعال ناتجين في جزء منهما بسبب الضغوط المحيطة بالشخص من حرارة الجو المرتفعة ومصاعب الحياة المعيشية. نؤكد على ضرورة الهدوء في التعامل مع الآخرين وعدم الانفعال إلى درجة العنف والقسوة وحدوث مالاتحمد عقباه . فالسيدة ميساء محمد اختصاصية بالتربية وعلم النفس التربوي تؤكد في هذا المجال أن ازدياد درجات الحرارة له تأثير في بنية الجسد البشري وتزداد الانفعالات والعصبية مع ارتفاع الحرارة وهذا الشيء يكون بدرجة أقل وبنسب ضئيلة في الأجواء المعتدلة أو الباردة فالإنسان تكون استجابته مرتفعة جداً في الأجواء الحارة وقد حدثت الكثير من المشكلات والمشاجرات والعنف والطلاق في فصل الصيف لأسباب بسيطة ولاقيمة لها . وهنا لابد من التروي والهدوء والتعامل بحل الخلافات دون توترات وبابتسامة بسيطة وبكلمة جميلة تنتهي كل الانفعالات والمشاحنات فهل نسيطر على هذه الحالة التي تفرضها علينا الطبيعة بكل عقلانية ؟! |
|