|
ثقافة بحضور السيد عبد الواحد خان نائب سكرتير عام الأمم المتحدة والسيد جيمس بيلنغتون مدير مكتبة الكونغرس في الولايات المتحدة الأميركية والمحرك الأساسي لهذا المشروع إضافة إلى عدد من المديرين والعاملين في المكتبة الوطنية الفرنسية. يقول القائم على هذه المكتبة إنها ليست مكتبة تضاف إلى التراث الثقافي فحسب، بل قبل كل شيء هي موقع بريد الكتروني مجاني توفر مجموعة مختارة من الملفات الرقمية الصادرة عن كبرى مكتبات العالم وهدف المشروع طبعاً هو هدف تربوي وتراثي يسعى إلى تقليص الهوة الرقمية القائمة بين الشمال والجنوب بتسهيل الدخول عن طريقها إلى أكبر عدد ممكن من الوثائق الأساسية العائدة إلى الثقافة الكونية (مخطوطات، خرائط، أفلام..) وهذا ما أكده بيلنغتون الذي كان وراء هذه الفكرة واقترحها على اليونيسكو منذ عام 2005 واليوم هناك أكثر من 1250 ملفاً أتت من أنحاء العالم من تسع مناطق جغرافية، من هذه الملفات 31 مادة من أوقيانيا ومنطقة المحيط الهادىء و133 مادة من إفريقيا الشمالية، الحصة الأكبر هي من أوروبا حيث بلغت المواد القادمة منها 380 مادة من بينها المواد التي أرسلتها المكتبة الوطنية الفرنسية العريقة ومن ضمنها أول تسجيل للنشيد الوطني الفرنسي (المارساييز) والمخطوطة الرقمية لأوبرا كارمن إلى جانب هذه النفائس ملفات مشهورة في العالم حيث نجد أقدم كتابة صينية ولوحة زيتية عمرها 8000 عام أتت من إفريقيا الجنوبية، كما تقدم المكتبة الرقمية العالمية إمكانات البحث والإبحار فيها بوساطة سبع لغات وهي الانكليزية والعربية والصينية والإسبانية والفرنسية والبرتغالية والروسية، ومضامين أخرى بأربعين لغة وجميع الوثائق معروضة بلغاتها الأساسية، ولكي يتم إنجاز هذا المشروع الضخم ويؤدي وظائفه بالشكل المطلوب تلقت المكتبة الرقمية الدولية الدعم التقني من عدة مكتبات وخاصة مكتبة الكونغرس ومكتبة الاسكندرية وقد ساهمت دول عديدة بتمويل المشروع منها المملكة العربية السعودية والبرازيل والصين ومصر وفرنسا واليابان والمملكة المتحدة وغيرها، كما توجد دول أخرى شريكة في هذا المشروع مثل المغرب والمكسيك، ويقول بيلنغتون: إن عروض المكتبة الرقمية لا تدخل في منافسة مع مكاتب أخرى لمواقع الكترونية رقمية قيد الاستخدام فهي مختلفة بشكل تام وخاصة من حيث اتساعها وتعدد لغاتها، كذلك خياراتها العريضة للملفات، في جميع الأحوال المكتبة هي محرك البحث الأميركي كما أنها شريكة لموقع اليونيسكو، علماً أن المكتبة الرقمية للعملاق الأميركي غوغل (Google) التي انطلقت عام 20٠٥ ركزت بشكل أساسي على أتمتة الكتب بعد أن عقدت اتفاقات مع أضخم الجامعات الأميركية ثم الأوروبية، واليوم يضم موقع غوغل نحو سبعة ملايين عمل بتصرف الباحثين عن الكتب في الانترنت أما(europeana) التي انطلقت مكتبتها الرقمية عام ٢0٠٨ فهي تقدم خدمات تغطي ٤.٦ ملايين مادة من كتب وخرائط وصور وأفلام وصحف ومواد أخرى معروضة في متاحف أوروبية، ولأنها كانت ضحية نجاحها هذا فقد اضطرت أن تقفل موقعها في اليوم نفسه الذي انطلقت فيه، لأنها استقبلت في يوم واحد نحو عشرة ملايين زائر، ثم أعيد إطلاق الموقع قبل عيد الميلاد 2٠٠٨ مع دعم أكبر، وحسب معطيات قدمتها المفوضية الأوروبية فإن الموقع يستقبل اليوم وسطياً 40 ألف زائر. |
|