تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فتوح الإلهام

ملحق ثقافي
5/5/2009م
عصام ترشحاني

نتأرجحُ .. بين فراقٍ ..

وعناقٍ ..‏

لا توصيف لذروتهِ ..‏

نتأرجحُ ..‏

بين اللذة والحزنِ ،‏

ونبتكر الحُبَّ ،‏

بما .. يَلجُ من الأنوار علينا ،‏

وبأَدهى جمرٍ ،‏

يَتَشاجنُ في أزل الرؤيا‏

هي ذي غربتنا تمضي‏

في نومٍ مرتعشٍ‏

وخيالاتٍ ،‏

ينفخ فيها الضوءُ‏

فتبتلُّ بأجساد العنبر‏

هي ذي غربتنا ..‏

تنزف بكلامٍ لا ندركهُ‏

فَنُعلّقهُ ..‏

فوق جنون قصائدنا ..‏

يا هذا الغامضُ ..‏

جاورْناك طويلاً‏

كنتَ سواجي الفتنةِ‏

والعشبَ الطالعَ‏

من ذَهَبِ الإمتاعِ ،‏

وكنتَ ضلال اللغةِ / الأنثى‏

وَسُلافَ المعنى ..‏

يا هذا الغامضُ ..‏

كم أحببنا ..‏

شكلَ تُويجات الموسيقى فيكَ‏

وَشكلَ جواري الأفلاكِ‏

وكم .. في شُبهات الألوانِ‏

وفي سَهَرِ الكلماتِ تَوَغّلْنا ..؟‏

إنّا .. يا الغامضُ ..‏

نهبط من أهوائكَ‏

مثل نجومٍ بيضٍ ، وَرذاذٍ صوفيٍّ‏

وصدى بكرٍ ،‏

نَشبكُ ألفاظكَ ..‏

ببهاء الأشجارِ ،‏

وَغيِّ الكأسِ ،‏

وَرِقّةِ مَنْ في السوسن تغفو ..‏

إنّا .. ( يا الوارف ظِلاً ) ..‏

نَتَعالقُ مع غسق النّايِ ،‏

مزاجِ الغيمِ ،‏

وأطياف الحكمة والحلمِ ..‏

وما يتناغم بينَ‏

مقامات النارِ ،‏

وأجراس الماءْ ..‏

هي ذي غربتنا ..‏

في فوضاها الجسديةِ ،‏

في سَفَرِ الينبوعِ‏

وإسراءِ الدُّرِّ‏

إلى سقف الخضرة والأنواء ..‏

هي ذي في الغائبِ‏

مما يتجلّى ..‏

سِرُّ جلالِ المذهلِ‏

في امرأةٍ لي ..‏

أنشأها الخالقُ‏

من وردٍ أحمر‏

وخلائط من برقٍ وعقيقٍ وعطورْ ..‏

هي ذي فينا ..‏

تُمسك بغرائبها ..‏

وَتُدَوِّنُ بالفائض منها‏

نَصَّ فُتوحِ الإلهامِ ،‏

وكَشْفِ المحظور ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية