|
دمشق وجعلها ذات فائدة عملية خاصة في سقاية العديد من المزروعات والحصول على مردودية اقتصادية عالية تفوق المردودية الناجمة عن استعمال المياه الطبيعية الجوفية ما يجعلنا نقتصد في هدرها من جهة ونحصل على مياه مفيدة أكثر للمزروعات بدلاً من إلقائها دونما فائدة تذكر. وأشار إلى أن هذا التحرك ضرورة قبل أن نجد أنفسنا في شحّ مائي لا نقوى على معالجته، وعليه نقوم بدراسات استباقية متتالية لتأمين مصادر مائية معالجة كيميائياً وبيئياً ومفيدة وذات مردودية اقتصادية عالية بدلاً من استهلاك مصادرنا المائية دون وجود خطة لإعادة تدويرها من جديد كما يحصل في كل دول العالم. وأضاف إن هذه الخطوة ستساعدنا في الحصول على المزيد من الموارد المائية المتاحة للأغراض الزراعيّة، وعليه تم البحث عن مصادر مائية رديفة تدعم الموازنة المائية الحالية، ووضع استراتيجية مهمة لتوفير الماء العذب للشرب، وتحسين نوعيّة المياه السطحية، وذلك عبر إعادة استعمال مياه الصرف الصحي بعد معالجتها في مجال الري الزراعي، وإدخال هذا النوع من المياه غير التقليدية كمورد مائي إضافي متجدد ضمن الموازنة المائية الوطنية في سقاية بعض المحاصيل كري مقيد، حيث تتجاوز مساحة الأراضي الزراعية التي تستخدم بها هذه النوعية من المياه 37000 هكتار في مختلف المحافظات، مبيناً أن استعمال المياه العادمة بشكل غير علمي وعشوائي سيؤدي إلى آثار بيئيّةٍ ضارّة على التربة والمحاصيل الزراعية والمياه السطحية والجوفية والصحة العامة والبيئة بشكلٍ عام، منها العناصر المعدنية الثقيلة والمواد العضوية وغير العضوية، بخاصة عند وجودها بتركيز عالي، فتتراكم في التربة ثم تنتقل عبر السلسلة الغذائية إلى النبات والحيوان فالإنسان مسببة أمراضاً خطيرة، كما تؤدّي إلى تغيّراتٍ مهمة في الخصائص الفيزيوكيميائية للتربة فمياه الصرف الصحي غير المعالجة يمكن أن تحتوي على طيفٍ واسع من الطفيليّات التي لها تأثير سلبي، لذلك من الضروري ّ معالجتها للحدّ من التأثيرات والأمراض قدر المستطاع. وبيّن أنّ فوائد استخدام المياه المعالَجة يتمثل بخمس نقاط هي توفير المواد الغذائيّة، ومصدر دائم للمياه، والمساهمة في الإمدادات الغذائيّة في المناطق الحضرية، وأسلوب لتوليد الدخل ورفع مستوى المعيشة، كما تساهم بتوليد الطاقة عن طريق محاصيل الوقود الحيوي، مشيراً إلى أنّ استعمال المياه المعالَجة أدّى لتحسين خواص التربة الفيزيائية، والكيميائية، وكذلك إنتاجيّة النبات مقارنة بالري بالمياه الجوفية. وكخطوة لإثبات ذلك علمياً تمّت دراسة تأثير الرّي بمياه الصرف الصحي المعالجة في إنتاجيّة ونوعيّة بعض المحاصيل العلفيّة، حيث نُفذّت تجربة حقلية على محصولي التريتكالي والسيسبان ضمن دورة زراعية، بالتعاون بين المركز العربي «أكساد» والهيئة بطريقتين الري «تنقيط وسطحي»وبنوعيتين من مياه الري ومياه جوفية FW ، ومياه صرف صحي معالجة TWW وحُللت التربة والمياه قبل الزراعة، فأظهرت النتائج وجود فروق واضحة في إنتاجيّة محصول التريتكالي حيث بلغت الإنتاجيّة من الحب عند الري بمياه 2.06 TWW طن/هكتار، مقارنةً بالري بمياه 1.39 FW طن/هكتار، كما تم الحصول على ذات الفرق في إنتاجيّة السيسبان كعلف أخضر عند الري بمياه 39.18 TWW طن/هكتار مقارنةً بالري بمياه 35.25 FW طن/هكتار. وكانت الزيادة جلية وصنعت فرقاً اقتصادياً واضحاً في المعطيات النهائية لكميات المحاصيل الزراعية المدروسة للتريتكالي من الحب والقش عند الري بطريقة التنقيط 1.88( DI و 7.20 ( طن/هكتار على التوالي مقارنةً بطريقة الري السطحي 1.57( SI و 6.71 ( طن/هكتار على التوالي. أمّا محصول السيسبان فقد أدّت طريقة الري DI لزيادة في مردود العلف الأخضر 42.3 طن/هكتار مقارنةً بطريقة الري 32.13 SI طن/هكتار، وكذلك كان الفرق في مردود الحبوب عند الري بطريقة 1.1 DI طن/هكتار مقارنةً بطريقة الري 0.74 SI طن/هكتار، في حين لم يلحظ وجود أي فروق في تراكم المعادن الثقيلة في التربة عند الري بمياه TWW أوFW ، وكذلك بين طريقتي الري بالتنقيط والسطحي، كما لم يلحظ أي فروق لتراكم المعادن الثقيلة في النسج النباتية لمحصول التريتكالي، بينما تراكمت المعادن الثقيلة Cr Co, Cd في المجموع الخضري لمحصول السيسبان عند الري بمياه 0.14( TWW ، 5.73 ، 16.67 ، 5.383 ( مغ/كغ على التوالي مقارنةً بالري بمياه 0.11( FW ، 3.4 ، 12.5 ، 3.63 ( مغ/كغ على التوالي، علماً أنّ جميع هذه التراكيز لمختلف العناصر بقيت ضمن الحدود المسموح بها. |
|